صناعة السجاد الإيراني ... التاريخ والأهمية الاقتصادية

ADVERTISEMENT

يُعد السجاد الإيراني أحد أبرز رموز التراث الإيراني، ويشتهر في كل أنحاء العالم بجمال تصميماته وبدقة نسجه اليدوي الراقي. نشأت الحرفة قبل قرون طويلة، وتحولت مع الوقت إلى قطاع اقتصادي كبير تُنتج فيه ورش إيران ملايين القطع سنوياً.

بدأ الناس في إيران نسج السجاد قبل أكثر من ألفي عام وخمسمئة عام، حين نسجه البدو الفُرس ليحميهم من برد الشتاء وحر الصيف. بعد ذلك، تخلى الناس عن استخدامه كغطاء عملي فحسب، وحوّلوه إلى لوحة فنية تعكس الثقافة الفارسية من خلال رسومات دقيقة لا تتكرر. كل قطعة جديدة تُظهر مهارة النسّاج وذوقه الخاص.

ADVERTISEMENT

أثبتت الحفريات وجود هذه الصناعة منذ القدم، وأشهر دليل سجادة بازيريك التي يعود تاريخها إلى خمسمئة عام قبل الميلاد. عُثر عليها داخل قبر متجمد، وما زالت ألوانها وحُزَزها تحتفظ بجودتها، فتُظهر مستوى الإتقان في ذلك الزمن. ورد ذكر السجاد الفارسي في كتب صينية تعود إلى العصر الساساني، وزيّن قصر كورش الأكبر سجاد فاخر يدل على اهتمام الطبقة الحاكمة بجمال هذه المنسوجات.

حملت قوافل طريق الحرير تقنيات النسج الفارسي إلى بلاد بعيدة، فاختلطت عناصر ثقافية شرقية وغربية في التصاميم. أدخل النسّاج الإيرانيون خيوط الحرير الصينية إلى أعمالهم، فازدادت رونقاً ودقة، وارتفع الطلب العالمي عليها، حتى أصبح السجاد الإيراني عنصراً أساسياً في تزيين القصور والبيوت الكبيرة في أوروبا وآسيا.

ADVERTISEMENT

فرش السجاد الإيراني أرضيات القصور الملكية، فصار رمزاً للسلطة والثروة. خصص النسّاجون قطعاً للنبلاء باستخدام صوف قوي وحرير خالٍ من الشوائب. انتشر استخدامه من إيران إلى الدولة العثمانية والإمبراطورية المغولية والدولة الصفوية، وما زال حتى الآن يتصدر قائمة أغلى السجاد في الأسواق العالمية، يبحث عنه هواة الفخامة والتحف التراثية.

toTop