اكتشاف هوية الحلوى في فيتنام من خلال الأرز والفاصوليا والأعشاب

ADVERTISEMENT

الحلوى جزء أساسي من الثقافة الفيتنامية، تحمل في طياتها تاريخ البلد، وهويتها، وطبيعة أرضها. منذ القدم، اعتمد الفيتناميون على ما يزرعونه من أرز وفاصوليا وأعشاب لصنع الحلويات، لأن الدقيق والحليب لم يكونا متوفرين. هذا الاعتماد أنتج نوعاً من الحلويات يعتمد على الابتكار في ظل شح الموارد.

في كل ثقافة، الحلوى أكثر من مجرد طعم لذيذ. تُقدَّم في الأفراح والمناسبات، وتُظهر مهارة صانعها، وتُذكّر الناس بجذورهم. في فيتنام، تُظهر الحلويات قدرة الناس على الابتكار باستخدام ما يملكونه، فكل نوع يحكي قصة اختراع بسيط من أشياء متوفرة.

ADVERTISEMENT

نشأت الحلويات الفيتنامية من طبيعة البلد الزراعية، بعيداً عن القمح والألبان. الأرز اللزج، الفاصوليا، والأعشاب كانت المواد المتوفرة، فظهرت أطباق مثل bánh chưng وbánh trôi وchè، تبدأ من كعك الأرز وتنتهي بالحساء الحلو.

الأرز اللزج يدخل في الوصفات مطحوناً أو مسلوقاً. الفاصوليا تُعطي القوام الكثيف، إما محمصة أو مهروسة داخل الحشوة. أوراق الباندان تضيف رائحة مميزة، تفرق الحلوى الفيتنامية عن أي حلوى أخرى.

رغم دخول مكونات جديدة مثل الماتشا والقهوة، لا تزال الأسر تُعد الحلويات القديمة في رأس السنة القمرية ومواسم أخرى. المدن غيّرت طريقة التقديم، لكن الطعم الأصلي ما زال يعتمد على الأرز والفاصوليا والأعشاب.

ADVERTISEMENT

يقال في المطبخ الفيتنامي إن الحلوى يجب أن توازن بين الطاقتين (âm dương)، وتعكس فكرة الاعتدال والبساطة. الألوان الطبيعية وتنسيق الطبق أمام العين أمران أساسيان، فالحلوى تُقدَّم كعمل بصري قبل أن تُؤكل.

حلويات فيتنام تحكي عن شعب استطاع أن يصنع من أرزه وفاصولياه وأعشابه أطباقاً تعبّر عن أصالته وارتباطه بأرضه. مهما كبر تأثير العالم الخارجي، ستبقى هوية الحلوى مرتبطة بأبسط مكوناتها.

toTop