الأصول التطورية لحبنا للكربوهيدرات اللذيذة

ADVERTISEMENT

تُعد الكربوهيدرات المصدر الأساسي للطاقة في غذاء الإنسان، وتوجد في خبز وأرز وفواكه وحلويات. يعود تفضيل الإنسان لها إلى مراحل التطور الأولى، إذ كانت الأغذية عالية الطاقة ضرورية للبقاء. تنقسم الكربوهيدرات إلى ثلاث مجموعات: سكريات بسيطة تتحول إلى طاقة سريعة، نشويات معقدة في الحبوب والبطاطس، وألياف غير قابلة للهضم لكنها تدعم صحة الأمعاء.

تسيطر زراعة الأرز والقمح والذرة على الإنتاج الزراعي العالمي؛ تُوفّر الحبوب ثلاثة أخماس السعرات الحرارية التي يتناولها سكان الأرض. تنتج آسيا معظم الأرز، وتتصدر أمريكا الشمالية إنتاج الذرة، بينما يتركز القمح في أوروبا. تُضاف إلى ذلك البطاطس والكسافا وقصب السكر التي تدعم الأمن الغذائي، وانتشرت عبر التجارة حتى أصبحت جزءاً من مأكولات شعوب متعددة.

ADVERTISEMENT

تُشكّل الكربوهيدرات قاعدة أطباق تقليدية: خبز، معكرونة، أرز، تورتيلا، شعيرية. يُرتبط تناولها بالشعور بالدفء والامتلاء. ظهور كربوهيدرات مصنعّة مثل السكر المكرر غيّر طرق الطهي العالمية وأتاح تصنيع حلويات متنوعة، فزاد الإقبال عليها.

يُؤمّن الإنسان 45 - 65٪ من سعراته اليومية من الكربوهيدرات. في الأنظمة الغذائية الحديثة، أصبحت النسبة الأكبر منها مكررة؛ تتحلل بسرعة وترفع سكر الدم بشكل حاد، ما يرتبط بزيادة الوزن والإصابة بالسكري.

يتجه الإنسان فطرياً نحو الحلو والنشوي لأن كثافته الطاقية عالية ويسهل اقتناؤه، خصوصاً حين يكون الطعام نادراً. ساعد هذا الميل على تخزين الدهون والنجاة من المجاعات. تبقى الكربوهيدرات ضرورية لتغذية الدماغ والحفاظ على النشاط، لكن الإفراط فيها، خصوصاً المصادر المكررة، يضرّ الصحة. لذلك تنصح التوصيات الطبية باختيار الأنواع الكاملة غير المعالجة لضمان نظام غذائي متوازن.

toTop