المنسف الأردني والفلسطيني: قطعة من تاريخ وتراث البلدين وليس مجرد طبق

ADVERTISEMENT

الطعام ليس فقط وسيلة للبقاء، بل جزء أساسي من هوية الأمم الثقافية. تعكس المأكولات الوطنية تاريخ الشعوب وتقاليدها، وتربطهم بتراثهم. في الأردن وفلسطين، يحتل الطعام مكانة اجتماعية وثقافية مركزية، حيث تحتفظ هذه الثقافات بأطباق تراثية مثل المنسف، الذي يتجاوز كونه وجبة ليصبح رمزًا للضيافة والانتماء.

تتميز المأكولات الأردنية بنكهاتها القوية واستخدام مكونات محلية مثل لحم الضأن، اللبن (الجميد)، والأرز. تعكس هذه الأطباق قيم المجتمع البدوي مثل الكرم والوحدة، وتُقدم غالبًا في المناسبات الاجتماعية. يُعد المنسف طبقًا وطنيًا يُطهى بالجميد ويُقدّم على الأرز مع المكسرات، ويُعتبر محورًا للولائم. أما المكمورة والزرب، فهما يعكسان تنوع المطبخ الأردني، من الشوي البدوي إلى الطهي في الفخار.

ADVERTISEMENT

تتميز المأكولات الفلسطينية بتنوعها الذي يعكس الجغرافيا والثقافة المتنوعة، وتشمل تأثيرات من البحر المتوسط والمطبخ العثماني والشامي. تدور حول مكونات طبيعية مثل زيت الزيتون، السماق، والأعشاب. من أشهر الأطباق الفلسطينية: المقلوبة وهي طبق مقلوب من الأرز والخضار واللحم؛ والمسخن بالدجاج المتبّل والسماق؛ والكبة النية من لحم الضأن والبرغل. تُعد المناسبات الاجتماعية والدينية فرصة لمشاركة هذه الأطباق التي تعبّر عن الصمود والانتماء للأرض.

المنسف يمثل رابطًا ثقافيًا مشتركًا بين الأردن وفلسطين، مع اختلافات تميّز كل منهما. في الأردن، يُطهى بالجميد ويُقدّم في مناسبات كبرى كرمز للكرم والوحدة. أما في فلسطين، فيُستخدم اللبن الطازج بنكهة أخف، وتُضاف إليه توابل مختلفة حسب المنطقة. في كلا البلدين، يُعد إعداد المنسف وتقديمه تعبيرًا عن الاحترام، والتقاليد، والضيافة، ويجمع الناس حول مائدة واحدة، ليظل رمزًا حيًا للتراث والمجتمع.

toTop