لماذا تعريفنا للسمنة خاطئ

ADVERTISEMENT

عند زيارة العيادة الطبية، يقيس الطبيب الطول والوزن ثم يقسم الوزن على مربع الطول ليخرج رقمًا يُسمى مؤشر كتلة الجسم (BMI). يُعادل هذا الرقم تصنيفًا: إما وزن طبيعي أو زيادة وزن أو سمنة. وضع الرياضي البلجيكي أدولف كويتليت المعادلة سنة 1832، ثم أعاد الطبيب أنسيل كيز تداولها سنة 1972 وأطلق عليها الاسم المعروف اليوم. الرقم لا يفرق بين الرجل والمرأة، ولا بين العرق الآسيوي والأوروبي، ولا يميز بين دهن الجسم وكتلة العضلات؛ لذلك يخطئ في حق الرياضيين الذين تزداد أوزانهم بسبب العضلات، فيُصنّف لاعب كرة قدم سليم البنية «سمينًا».

تقول الدكتورة جودي دوشاي من جامعة هارفارد: «الرقم لا يخبرك بما يجري داخل الجسم». اعتبرت الجمعية الطبية الأمريكية السمنة مرضًا سنة 2013، لكن الاكتفاء بتصنيف الناس حسب BMI يختزل الإنسان في رقم ويزيد من العار المرتبط بالوزن. يترتب على هذا التصنيف أن أدوية مثل ويجوفي وأوزيمبيك تُصرَّف غالبًا فقط لمن يملك BMI أعلى من 30، فيُحرم مريض السكري أو ارتفاع الضغط الذي يقل رقمه عن الحد من الحصول على الدواء.

ADVERTISEMENT

بعض الأطباء يرون السمنة مرضًا قائمًا بذاته، وآخرون يرونها مجرد مؤشر لأمراض قادمة. الطبيبة تشانج تؤيد التصنيف الأول: السمنة لها سبب واضح، أعراض ثابتة، وانحراف عن الوظيفة الطبيعية، لذا تستحق اسم «مرض». لكن بريطانيا والدنمارك لا تدرجانها ضمن قائمة الأمراض الرسمية، لأن اعتبارها مرضًا قد يُخفف من الضغط الاجتماعي ويُقلل من جهود الوقاية.

لحل الخلاف، طرحت الجمعية الأمريكية للغدد الصماء سنة 2017 اصطلاحًا جديدًا: «المرض المزمن القائم على السمنة (ABCD)». وفي أوروبا، أقرّت الجمعيات الطبية استخدام BMI كأداة واحدة ضمن مجموعة أدوات، وأصدرت دليل تشخيصي يضم نسبة الدهن في الجسم، نمط الحياة، التاريخ الوراثي، والأمراض المصاحبة. أخيرًا، أقرت الجمعية الطبية الأمريكية أن تشخيص السمنة لا يُبنى على الرقم وحده.

toTop