قاعة حفلات المرايا ... أكبر مبنى من المرايا في العالم

تقع قاعة مرايا في وسط العلا، وهي بناء فريد تغطى واجهته بالزجاج العاكس الذي يجمع بين الصحراء والتصميم الحديث، فيصبح المكان جذابًا لكل من يهتم بالعمارة أو الطبيعة. يبدو المبنى كأنه يذوب ثم يبرز من جديد بين الكثبان، إذ تنعكس الصخور والرمال القديمة على الزجاج.

أدرجت موسوعة غينيس قاعة مرايا كأضخم مبنى مطلي بالمرايا على وجه الأرض، بمساحة 9740 مترًا مربعًا من الزجاج صُنع خصيصًا ليتحمل حرارة ورطوبة الصحراء، وأنتجته شركة "غارديان غلاس" خلال ثلاثة أشهر فقط.

واجه العمل عقبات كبيرة، أبرزها سقوط تجارب سابقة في تصنيع المرايا المناسبة، إلى أن تولت "غارديان غلاس" المهمة بعدما لاحظ نبيل الأحمر من فريقها خطأ في التجربة الأولى، فوجد أن الألواح المعدنية المستخدمة لم تكن مرايا أصلية.

صنعت الشركة مرآة خارجية بتقنية جديدة تعتمد على النحاس الذي لا يصدأ، ورتبت خط إنتاج دقيق يبدأ بتقطيع الزجاج قبل طليه ليتفادى التكسر لاحقًا، وهي خطوة نادرًا ما تُطبق في مصانع الزجاج المعماري.

أمام المشروع موعد نهائي صارم لانطلاق أول فعالية في ديسمبر 2019. رغم قلة الوقت وقسوة البيئة الصحراوية، أنجز الفريق هيكلًا ضخمًا بقياس 100×100×26 متر، استخدم فيه 3000 لوح مرآة معالج لكساء الواجهة الخارجية.

في الداخل، تضم القاعة 500 مقعد، ومنصة مواجهة لنافذة مساحتها 800 متر مربع تكشف عن مناظر ليلية خلابة. تحتوي أيضًا على شرفة، وقاعة مؤتمرات، ومساحة عرض فني يتصدرها عمل للمهندسة يايوي كوساما.

نالت القاعة جائزة "أرشيبر" 2020 عن فئة العمارة والزجاج، مما أضفى مزيدًا من الأهمية على موقع العلا التراثي العالمي. لفتت الأنظار إلى "غارديان غلاس" التي أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروع عالمي رغم التحديات الهندسية والبيئية والزمنية.

تُكمَل التجربة في قاعة مرايا بمطعم "مرايا سوشيال" الذي يديره الشيف العالمي جيسون أثيرتون، ويقدم أشهى أطباق المطبخ الأوروبي على طريقة المشاركة، في أجواء ضيافة راقية وسط معلم ساحر.