بماذا تشتهر مدينة أسيوط الشهيرة في مصر؟

ADVERTISEMENT

قبل 4000 عام كانت أسيوط مركزًا ثقافيًا في وسط مصر، ثم غطتها طبقات الوحل النيلي والعمران الجديد فاختفت من السجلات. في 2003 بدأ مشروع مصري ألماني مشترك، بعد توقف دام 80 عامًا، العمل في جبل أسيوط الغربي. استمر المشروع 16 عامًا بمشاركة باحثي جامعة سوهاج، فكشف مجمعًا جنائزيًا من الفترة الانتقالية الأولى والمملكة الوسطى (2200 - 1900 ق.م) يحتوي على مقابر ورسومات ملونة وزخارف جنائزية، مما أكد من جديد مكانة أسيوط في التاريخ الثقافي المصري.

رسم الفريق أول خريطة تفصيلية للموقع، وسجّل 300 مدخل لمدافن ومرافق ملحقة، وصنّف 17,000 قطعة أثرية حتى الآن. استخدم الموقع عبر العصور أغراضًا متعددة: دفن حكام قدماء، أديرة قبطية، مدفن حيوانات، محجر، ثم منطقة عسكرية مغلقة سابقًا.

ADVERTISEMENT

من أبرز الاكتشافات قبر صخري لم يُعرف من قبل بُني للحاكم الإقليمي إيتي-إيبي-إيكر وزيّنت جدرانه رسومات فريدة تصور أعمال يومية ومشاهد دينية. دوّن 215 زائرًا نقوشًا حِبرية لاحقًا، منها نصوص أدبية نادرًا ما تُوجد خارج طيبة، أشهرها تعاليم هوردجيدف على جدار بطول 11 مترًا، فمنحت رؤى جديدة في تاريخ الأدب المصري القديم.

وثّق الفريق النقوش بالرسم اليدوي والتصوير الرقمي رغم صعوبة قراءتها بسبب التقادم والكتابة الهيراطيقية. فسّرها الباحثون بعد مقارنتها بنصوص مماثلة من عصور مختلفة. القبر الأكبر يعود للحاكم جعفر حابي الأول بطول 120 مترًا، ويُعد من أندر مقابر كبار المسؤولين، وسيفتح قريبًا للزيارة. يعكس الاكتشاف مكانة أسيوط التاريخية والدينية ويُظهر جودة نقوشها وقيمتها اللغوية عبر القرون.

toTop