هل الشكل الكرويّ هو الشكل الوحيد المسموح به للكواكب؟

ADVERTISEMENT

الأجرام السماوية الضخمة مثل النجوم والكواكب والكويكبات الكبيرة تأخذ شكل كرة أو ما يشبه الكرة، وليس ذلك من قبيل الصدفة، بل نتيجة قانون فيزيائي ثابت يتعلق بالجاذبية. منذ أكثر من ألفي عام، عرف الإنسان أن الأرض كروية، وتبين لاحقًا أن الكواكب، وأكبر أقمار زحل والمشتري وأورانوس ونبتون، وكذلك الكواكب القزمة مثل بلوتو وإيريس وسيريس، كلها تقريبًا على شكل كرة.

السبب يعود إلى قوة الجاذبية، وهي أضعف القوى الأساسية، لكنها تتغلب على باقي القوى عندما تكون الكتلة كبيرة. في الأجسام الصغيرة، تتحكم القوى الكهرومغناطيسية والنووية في شكل المادة، فتبقى على أشكال غير كروية. أما عندما تتراكم كمية كبيرة من المادة، فتسحب الجاذبية كل شيء نحو المركز، فتضغط الجسم حتى يأخذ أكثر الأشكال استقرارًا: الكرة أو ما يقاربها، في حالة تُعرف بالاتزان الهيدروستاتيكي.

ADVERTISEMENT

يبدأ هذا التغير عندما تزيد كتلة الجسم عن 1018 كيلوجرام، أو عندما يتجاوز نصف قطره 200 كيلومتر تقريبًا، حسب ما يتكون منه. مثلاً، قمر زحل "ميماس"، رغم أن نصف قطره أقل من 200 كيلومتر، يظهر كرويًا لأنه جليدي ويسهل تشكيله. أما الأجسام الصخرية، فتحتاج إلى حجم أكبر لتصبح كروية، وقد تصل العتبة إلى نحو 800 كيلومتر في نصف القطر لضمان اتزان هيدروستاتيكي مستقر.

من الأجسام التي وصلت إلى هذا الاتزان: قمر الأرض، "تيتان" قمر زحل، "تريتون" قمر نبتون، أقمار المشتري الأربعة، والكوكبان القزمان بلوتو وإيريس. من المهم أن نعرف أن الشكل الكروي ليس مثاليًا تمامًا، فحتى الأرض فيها جبال ووديان تُخرجها عن الكمال. لكن بمجرد أن يتجاوز الجسم حجمًا معينًا، تصبح الجاذبية هي التي تحدد شكله الأساسي.

ADVERTISEMENT

من منظور فيزيائي، تُقسم الأجسام إلى ثلاث فئات: صغيرة جدًا فتبقى على شكل عشوائي، متوسطة فتكون شبه كروية، وكبيرة جدًا فتصل إلى اتزان هيدروستاتيكي تفرضه الجاذبية. الشكل الكروي في الأجرام السماوية ليس صدفة، بل سمة ثابتة فرضتها الطبيعة بمجرد توفر الشروط المناسبة.

toTop