عربات الترامواي الهندية الشهيرة تستعد للانطلاق نحو غروب الشمس في كالكوتا

ADVERTISEMENT

أعلنت سلطات كالكوتا في الهند نيتها إزالة الترام بالكامل، مع الاحتفاظ بجزء صغير كمسار تراثي. القرار أثار احتجاجات من نشطاء يرونه تراجعًا غير مبرر، بينما تسعى مدن العالم إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في وسائل النقل. كالكوتا، التي تحتفل بتاريخ الترام منذ 150 عامًا، كانت أول مدينة في آسيا تستخدم الترام الكهربائي، وهو جزء من هويتها وثقافتها.

انخفض عدد مسارات الترام في المدينة على مدى العقود الماضية من 52 إلى 3 فقط، وسط إهمال واضح في التجديد والصيانة. رغم ذلك، لا يزال الترام حاضرًا في الحياة اليومية والذاكرة الجماعية، بصوت جرسه المعروف ومكانته في الأفلام المحلية. يراه السكان أكثر من وسيلة نقل؛ بل رمزًا يجمع أجزاء المدينة المختلفة.

ADVERTISEMENT

في عام 1947، خلال أعمال الشغب التي رافقت التقسيم، ساهم عمال الترام في الحفاظ على النظام، مما جعلهم رمزًا للوحدة. جيل بعد جيل من العائلات عمل في هذا النظام، مثل عائلة السائق جوبال رام. يشير البعض إلى أن استمرار الترام حتى اليوم هو أمر مدهش، في ظل التخلي عنه في أماكن كثيرة، ثم العودة إليه لاحقًا تحت اسم "القطار الخفيف".

أطلق الناشطون حملات ومعارض ثقافية لمواجهة القرار، وسعوا لتسجيل الترام على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو. نظموا مهرجانات توعوية للتأكيد على قيمته التاريخية والثقافية والبيئية، ولتوضيح أهميته كوسيلة نقل لا تلوث البيئة.

ADVERTISEMENT

تقول السلطات إن الزيادة في عدد السكان والازدحام المروري لا يتيحان الاحتفاظ بالترام، خاصة أن الطرق لا تشكل سوى 6 % من مساحة المدينة، مقارنة بمومباي ودلهي. تؤكد الحكومة أنها تفضل الاستثمار في حافلات وسيارات كهربائية وتوسيع شبكة المترو. ورغم اعتراف الحكومة بمكانة الترام، إلا أن التوك توك يوفر فرص عمل أكثر وأصوات انتخابية، كما أن أماكن مستودعات الترام تقع في مناطق عقارية ذات قيمة عالية قد تدر أرباحًا.

toTop