العصور الذهبية الثلاثة للمعمار في دولة المغرب

ADVERTISEMENT

عرف المغرب تاريخًا عمرانيًّا غنيًّا بسبب تعاقب حضارات وثقافات متعددة، بدءًا من الأمازيغ، ثم العرب المسلمين والموريسكيين، وصولًا إلى التأثير الفرنسي. يظهر التنوع بوضوح في أنماط العمارة المغربية من مراكش إلى الدار البيضاء.

بدأت بصمات المعمار المغربي مع الأمازيغ، الذين شيّدوا القصبات من الطين الأحمر في الجبال والصحارى، كتحصينات دفاعية ضد الغزاة. تميزت مبانيهم بالبساطة والوظيفية، مع نوافذ صغيرة وأبراج للمراقبة.

يلاحظ المعمار الأمازيغي خصوصًا في قرى جبال الأطلس، مثل قرية آيت بن حدو، المدرجة في قائمة اليونسكو، والتي تُعد نموذجًا رائعًا للتحصينات الطينية التقليدية ذات الأبراج والنوافذ الصغيرة والنقوش الطينية والخشبية.

ADVERTISEMENT

مع قدوم العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي، ظهر الطابع الإسلامي على المعمار المغربي. اتسمت العمارة الإسلامية بالأقواس نصف الدائرية، الزليج، الأرابيسك، النوافير، والزخارف الهندسية. من أبرز الأمثلة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، بقبة ومئذنة ضخمة وزخارف فنية فاخرة، وقصر الباهية في مراكش بجمالياته الزخرفية وحدائقه الفريدة.

في القرن الثامن، ترك الموريسكيون بأندلسيتهم أثرًا معماريًّا واضحًا بواجهات الجص الأبيض والأسقف الحمراء والأفنية الداخلية المزينة، كما في مسجد الكتبية بمراكش والمسجد الكبير في شفشاون ذي المئذنة المثمنة الشكل.

ADVERTISEMENT

خلال فترة الاستعمار الفرنسي (1912 - 1956)، أُدخلت عناصر الحداثة الغربية كالآرت ديكو والنوافذ الكبيرة، مع تغييرات في قيود البناء، منها تحديد عدد الطوابق ومنع الشرفات المفتوحة. يظهر تأثير تلك الفترة بوضوح في مدن مثل الرباط والدار البيضاء.

في العصر الحديث، تستمر العمارة المغربية في دمج أنماطها التاريخية مع التصميمات الحديثة، مما يمنح مدن المغرب طابعًا معماريًّا متفردًا يجمع بين الأمازيغي، الإسلامي، الأندلسي، والفرنسي.

يُعد برج محمد السادس في الرباط أحد أبرز معالم المعمار المعاصر، بارتفاع 250 مترًا و55 طابقًا، وهو أعلى برج في القارة الإفريقية، ويُظهر مزج الحداثة بروح الهوية المغربية.

toTop