ما كان ينبغي لنا أن نتعلمه في المدرسة ولكننا لم نفعله أبدًا

ADVERTISEMENT

يُعد التعليم القاعدة التي تنهض عليها نموّ الفرد والمجتمع معاً. بدأت المدارس منذ أقدم الحضارات؛ ففي بلاد ما بين النهرين ظهرت أول مدرسة حوالي سنة 3000 ق.م، وهدفت إلى تعليم الكتّاب وتأهيل النخبة. في العصور الوسطى أصبحت المؤسسات الدينية هي التي تدير التعليم، ثم جاءت الثورة الصناعية فوحّدت الدراسة لإعداد العمال، فانتشر التعليم العام وانخفضت الأمية في العالم.

تنوّعت المدارس اليوم فمنها التقليدي ومنها ما يختص بالفن أو العلوم، ومنها الافتراضي الذي يُدرّس عن بُعد، بالإضافة إلى المدارس البديلة مثل مونتيسوري ووالدورف. كل نموذج يقدم طريقة تتناسب مع احتياجات مجموعة معينة. في الولايات المتحدة وحدها التحق 57 مليون طالب بالمدارس سنة 2020.

ADVERTISEMENT

تقوم المدرسة بمهمتين معاً: تعليم الطالب وتربيته. تُعلّمه المعرفة وتُنمّي مهاراته وتُشكّل قيمه الاجتماعية. غير أن النظام يُركّز على علامة الامتحان أكثر من المهارات العملية. استطلاع أجرته مؤسسة جالوب أظهر أن 51٪ من الخريجين شعروا بعدم الجاهزية لسوق العمل.

انتشار الإنترنت غيّر شكل التعليم. ظهر التعلم المدمج ومحو الأمية الرقمية، لكن الفجوة الرقمية تبقى عائقاً. تقرير يونيسف يقول إن ثلثي الأطفال لا يملكون اتصالاً منزلياً بالإنترنت.

تغفل المدارس مهارات يحتاجها الطالب يومياً: إدارة المال، فهم مشاعره، التفكير النقدي، والعناية بصحته النفسية. دراسة أظهرت أن 23٪ فقط من المراهقين يثقون في قدرتهم على إدارة شؤونهم المالية.

ADVERTISEMENT

توجد ثغرات أيضاً في الوعي البيئي، وبناء العلاقات الصحية، وفهم الثقافات المختلفة، وتعلم الريادة. غياب هذه المعارف يعيق النمو المتكامل ويترك الطالب غير مؤهل لمواجهة الحياة المتغيّرة.

تكمّل الأسرة المدرسة؛ فمشاركة الأهل في تعليم الابن ترفع تحصيله الدراسي حتى 30٪ بحسب الأبحاث.

تتجه المدارس نحو تعليم يُخصّصه الذكاء الاصطناعي لكل طالب، ونحو مناهج تعتمد على المهارات، وتوفير التعليم الرقمي للجميع. المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع أن 65٪ من أطفال اليوم سيعملون في مهن لم تُخترع بعد، ما يوجب تطوير التعليم ليواكب التغيرات القادمة.

toTop