الحقيقة الغريبة حول مصدر الكتلة

ADVERTISEMENT

يُردد كثيرًا إن حقل هيغز يُعطينا كتلتنا، لكن التعبير أضخم من الحقيقة. اقترح الفيزيائيون الحقل في الستينيات ليوضح لماذا تختلف كتلة الجسيمات، ثم أصبح جزءًا من النظرية الكهروضعيفة وتأكد وجوده بعد العثور على بوزون هيغز عام 2012، مع ذلك فإن حصته من كتلة الكون تكاد تكون صفرًا.

يُعطي الحقل كتلة لعدد من الجسيمات الأولية مثل الإلكترونات والكواركات، وهي التي تُشكّل البروتونات والنيوترونات. لكن الجزء الأكبر من كتلة أي شيء، بما في ذلك أجسامنا، لا يأتي من تلك الجسيمات مباشرة. شخص يزن 80 كيلوغرامًا يعود نحو 0.1 كيلوغرام من كتلته إلى الإلكترونات، بينما 79.9 كيلوغرام من البروتونات والنيوترونات.

ADVERTISEMENT

الكواركات الثلاثة داخل كل بروتون أو نيوترون لا تُعطي أكثر من كيلوغرامين من الوزن، فيبقى السؤال: من أين يأتي الباقي؟ الجوء يكمن في معادلة أينشتاين E = mc². الكتلة ليست فقط من «المادة» بل من الطاقة التي تملكها الكواركات وهي تتحرك بسرعة عالية داخل البروتون والنيوترون.

تحتجز القوة النووية القوية الكواركات في حيز ضيق جدًا، فتُطلق سرعات تقترب من سرعة الضوء وتنتج طاقة حركية هائلة تُحسب كتلة بموجب معادلة أينشتاين. القوة التي تربط الكواركات تُضيف طاقة أخرى ناتجة عن الحركة والحبس، وهي الطاقة التي تُشكّل الجزء الأكبر من الكتلة التي نلمسها.

ADVERTISEMENT

كتلة أجسامنا ليست إذن «مادة» صلبة، بل طاقة مضغوطة في تفاعل دقيق تحت الذرة. هذا الفهم يُقلب صورة المادة لدينا ويُظهر أن الواقع الفيزيائي أعمق مما نتصور. القول «نحن طاقة» ليس خيالًا، بل حقيقة تدعمها الفيزياء الحديثة.

toTop