تاريخ نظرية جسر بيرينغ البري

ADVERTISEMENT

سكن البشر قارة أمريكا الشمالية منذ خمسة عشر ألفًا وخمسمئة عام على الأقل، فلفت وجودهم أنظار المستوطنين الأوروبيين في القرن السادس عشر، فحاولوا معرفة من أين جاء أول سكان القارة. رفض المفكر الإسباني فراي خوسيه دي أكوستا التفسيرات المتداولة آنذاك وقال عام 1590 إن صيادين مشوا من آسيا إلى أمريكا الشمالية عبر أرض برية أو عبر ممر مائي، وظن أن تلك الأرض لا تزال موجودة في زمنه.

في القرن الثامن عشر، أرسل بطرس الأكبر بعثات بيرينغ لاستكشاف المضيق الذي يحمل الاسم نفسه. وجد فيتوس بيرينغ أراضٍ وسكانًا على الجهة المقابلة، وعندما نشر نتائجه، ثم أضاف إليها كابتن جيمس كوك خرائط سواحل ألاسكا عام 1778، تبدت فكرة أن أرضًا وبشرًا يربطان آسيا بأمريكا الشمالية.

ADVERTISEMENT

في بداية القرن التاسع عشر، شرع علماء أمريكيون في حفر المواقع الأثرية، فوجدوا دليلًا يقول إن البشر قدموا إلى أمريكا الشمالية من خارجها. توقفت الدراسات بين 1890 و1925، ثم عادت بفضل جهود أبرزهم ديفيد م. هوبكنز.

انشغل هوبكنز، العامل في الجمعية الجيولوجية الأمريكية، بدراسة أرض بيرينغ البريّة (بيرينجيا). أراد أن يعرف ما كانت عليه، فأثبت أن غطاءها النباتي متنوع، لا يشبه التندرا الجرداء التي كان يتخيلها الناس. تعاون مع ماري إدواردز وكلوديا هوفل، فحددوا عمر رماد بركاني يبلغ ثمانية عشر ألف عام ويحتوي على نباتات متجمدة، ما يدل على أن الأرض كانت بيئة متنوعة. ساهم هوبكنز في جمع علماء من تخصصات مختلفة، ودعم فكرة أرض بيرينغ البريّة، وسعى إلى إنشاء محمية بيرينغ البري الوطنية.

toTop