سيدي بورسعيد - عروس المدن التونسية

ADVERTISEMENT

تقع مدينة سيدي بوسعيد على جرف يشرف مباشرة على البحر الأبيض المتوسط، فترى الماء من أعلى الجرف بمنظر يخطف الأنفاس ويجعل الجو رومانسيًا بلا منازع. البيوت بيضاء، والأبواب والنوافذ زرقاء، تطابق لون البحر والسماء، فتبدو وكأنها جزء من المشهد الطبيعي. هذا الشكل يعود إلى أسلوب الأندلسيين الذين بنوا في شمال إفريقيا، ولا يزال تأثيرهم واضحًا في كل زقاق. الشرفات والأبواب تزينها قطع حديد مطروقة بأيدي حرفيين، فتخرج أشكالًا زهرية أو هندسية تُستخدم كزينة أكثر من كونها حماية.

سيدي بوسعيد وجهة مفضلة لمن يبحث عن الهواء النقي والمنظر الأخضر، لأنها فوق خليج تونس مباشرة. يجلس الزائر في مقهى «سيدي الشبعان» التقليدي، يشرب الشاي بالنعناع الساخن، ويراقب قرص الشمس وهو يغيب في البحر. أشجار الزيتون القديمة وشجيرات الياسمين تملأ الحدائق، فتفتح أزهارها أبيض وتنشر عبيرها في المساء. من يريد حركة أكثر يستأجر قاربًا صغيرًا أو يجدف بمجرّد، أو يسير في الدروب الجبلية المحيطة بالبلدة.

ADVERTISEMENT

البلدة تحولت إلى ورشة فنية مفتوحة؛ رسامون، خطاطون، نحاتون، يأتون من كل مكان ويجلسون في الأزقة يعملون أمام المارة. في الدكاكين الصغيرة تعرض فسيفساء ملونة وخواتم وفضيات صُنعت يدويًا، فتعرف الزائر على أشكال الزخرفة التونسية القديمة. دار العنابي تحولت إلى متحف يعرض أدوات قديمة، ويُعلن عن دروس رسم وخط عربي كل أسبوع، فيلتحق بها من يحب تعلّم الحروف أو تلوين الزخارف.

الأسواق تعرض فوانيس نحاسية محفورة، وزجاجات عطر مليئة بماء الزهر أو الياسمين المقطوف من حدائق المنطقة. المطاعم تطل على البحر، وتقدّم كسكسي بالخضار أو السمك، وطاجين تونسي بالبيض واللحم، ومأكولات بحرية مشوية. بعض المطاعم يضع طبّاخًا في المقدمة يشوي ويُكوّس أمام الزبائن، فتصل رائحة البحر والتوابل إلى كل طاولة.

ADVERTISEMENT

سيدي بوسعيد خليط متجانس من بيوت بيضاء، فنون يدوية، أشجار معطرة، ومطبخ له رائحة البحر، فتبقى الصورة في الذاكرة طويلًا بعد العودة، ويُفهم منها لماذا يُقال إن السياحة في تونس لها طابع خاص لا يُقارَن.

toTop