صوت ستيفن هوكينج الأبدي

ADVERTISEMENT

بينما جرت مراسم دفن ستيفن هوكينج في كاتدرائية وستمنستر، أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية مقطوعة موسيقية من تأليف فانجيليس تحمل صوت هوكينج إلى أقرب ثقب أسود من الأرض، تكريماً لنظريته المعروفة حول إشعاع الثقوب السوداء. تقول النظرية إن الثقوب السوداء تطلق حرارة ناتجة عن تحول تقلبات الفراغ إلى جسيمات، وهي من أبرز ما قدّمه هوكينج للعلم، إذ أثارت نقاشاً حول إمكانية استرجاع المعلومات التي تدخل إلى داخل الثقوب.

منذ وفاته عام 2018، يُذكّر الناس بهوكينج ليس فقط بسبب أبحاثه، بل أيضاً بصوته الإلكتروني الذي ظل معه أكثر من ثلاثين عاماً. وصفته وسائل الإعلام بأنه "علامته التجارية"، وكان له وقع واسع لدى الجمهور، إذ أصبح رمزاً لعقل يتحرك في كون معقّد، رغم أن جسده كان مقيداً بمرض التصلب الجانبي الضموري. بعد أن فقد القدرة على الكلام، استخدم في البداية بطاقة تهجئة، ثم انتقل إلى جهاز صوتي يُدعى "بول المثالي" طوره معهد MIT، سمح له بالتحدث بمعدل 15 كلمة في الدقيقة عبر نقرة يد.

ADVERTISEMENT

رغم أن الصوت الصناعي لم يكن يحمل طابعاً بشرياً، إلا أن هوكينج نجح في جعله يعكس شخصيته، مستخدماً التكنولوجيا لشرح أفكاره وإلقاء محاضراته. رفض تبديل صوت "بول المثالي" لأنه ارتبط به شخصياً، وقال إن البعض يظنه أمريكياً أو إسكندنافياً، لكنه كان يراه جزءاً من هويته.

كان لهوكينج حضور واضح في الثقافة الشعبية، ظهر بصوته الحقيقي في "عائلة سيمبسون" و"ستار تريك" و"نظرية الانفجار العظيم"، وعبّر عن رغبته في أداء دور شرير بفيلم جيمس بوند. رفض تعديل جهازه الصوتي كي يحافظ على صوته كما هو، ووافق على استخدامه في فيلم "نظرية كل شيء". مع تقدم المرض وتعطل الأجهزة القديمة، أصبح تحديثها ضرورياً، لكن صوته بقي رمزاً لإرثه العلمي والإنساني.

toTop