لعقود، كان البحث عن الحياة على المريخ دافعاً قوياً لاستكشاف الكواكب. بصفته أقرب كوكب جار للأرض، يحمل المريخ تلميحات مثيرة للاهتمام بأنه ربما كان يأوي حياة في الماضي، أو ربما لا تزال موجودة في صورة ميكروبية. مع التقدم التكنولوجي ووفرة البيانات التي جُمعت من بعثات مختلفة، ربما حدّد العلماء أخيراً أكثر المواقع الواعدة للبحث عن الحياة. يستكشف هذا المقال موقع المريخ في النظام الشمسي، وتاريخ استكشافه، وأهمية هذا الاستكشاف، والأدوات المستخدمة، وجغرافيته، وتحديات البحث، والبيانات التي جُمعت حتى الآن، وآثارها على الاستكشافات المستقبلية، بما في ذلك الاستيطان البشري.
عرض النقاط الرئيسية
قراءة مقترحة
المريخ هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، ويدور حولها على مسافة متوسطة تبلغ حوالي 227,9 مليون كيلومتر (141,6 مليون ميل). يبلغ طول السنة على المريخ 687 يوماً أرضياً، ويبلغ طول اليوم 24,6 ساعة، وتتشابه بيئته إلى حد ما مع البيئة على الأرض، إلا أنها تختلف اختلافاً جذرياً. يُسهم الغلاف الجوي الرقيق الغني بثاني أكسيد الكربون (حوالي 0.6% من الضغط الجوي للأرض) في ظروف سطحية قاسية، بما في ذلك متوسط
درجات حرارة تصل إلى -63 درجة مئوية (-81 درجة فهرنهايت). يساعد فهم موقع المريخ وظروفه البيئية العلماء على تحديد المناطق التي يُحتمل وجود حياة فيها، سواءً في الماضي أو الحاضر.
منذ أول تحليق ناجح لمركبة مارينر 4 (Mariner 4) بالقرب من المريخ عام 1965، أطلقت وكالات الفضاء العديد من البعثات لدراسة الكوكب. كانت مركبات فايكنغ (Vyking) التي هبطت على المريخ في سبعينيات القرن الماضي أول من بحث عن علامات الحياة، بينما وسّعت البعثات اللاحقة، مثل مركبات المريخ الجوالة (سبيريت (Spirit)، أوبورتيونيتي (Opportunity)، كيوريوسيتي (Curiosity)، وبرسفيرانس (Perseverance))، فهم سطح المريخ ومناخه. كما وفّرت المركبات المدارية، مثل مركبة استطلاع المريخ (MRO)، صوراً مُفصّلة، مما سمح للعلماء برسم خرائط للمناطق الصالحة للسكن المحتملة.
للبحث عن الحياة على المريخ آثار عميقة على فهم الحياة في الكون. سيؤكد اكتشاف الحياة الميكروبية إمكانية نشوء الحياة بشكل مستقل خارج الأرض. اقتصادياً، أدّى استكشاف المريخ إلى تطورات تكنولوجية في مجال الروبوتات وعلوم المواد والذكاء الاصطناعي، مما أفاد قطاعات متعددة. بالإضافة إلى ذلك، شجّعت مهمات المريخ التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء، حيث ساهمت وكالات مثل ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، وروسكوزموس، والإدارة الوطنية للفضاء، ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية في هذا الجهد.
يعتمد البحث عن الحياة على أدوات متطورة مثل جهاز SHERLOC(مسح البيئات الصالحة للسكن باستخدام مطيافية رامان والتألق للمواد العضوية والكيميائية) على متن مركبة بيرسيفيرانس الجوالة، وجهاز Sample Analysis at Mars SAM(تحليل العينات على المريخ) على متن مركبة كيوريوسيتي، وجهاز (High-Resolution Imaging Science Experiment HiRISE(تجربة التصوير العلمي عالي الدقة) على متن مركبة استكشاف المريخ المدارية. تُحلِّل هذه الأجهزة تركيبات الصخور، وتكشف عن الجزيئات العضوية، وتدرس مصادر المياه القديمة المحتملة، وهي أمور بالغة الأهمية لتحديد البيئات الصالحة للسكن.
يتميز المريخ بتضاريس جيولوجية متنوعة، تشمل سهولاً شاسعة، وبراكين شاهقة، وودياناً عميقة، وأدلة على مجاري أنهار قديمة. كانت فوهة جيزيرو (Jezero)، التي هبطت عليها مركبة بيرسيفيرانس، بحيرة في السابق، وهي مرشح رئيسي للبحث عن الأحافير الميكروبية. تشمل المواقع الأخرى ذات الأهمية فوهة جيل (Gale Crater)، وحوض هيلاس (Hellas Basin)، ورواسب جليدية تحت السطح بالقرب من القطبين.
على الرغم من التقدم التكنولوجي، يواجه استكشاف المريخ تحديات كبيرة، بما في ذلك التعرُّض للإشعاع، ودرجات الحرارة القصوى، والعواصف الغبارية، وصعوبة إعادة العينات إلى الأرض. كما تبرز مخاوف أخلاقية ومتعلقة بالتلوث في ظل سعي العلماء للحفاظ على النظم البيئية المريخية المحتملة.
اكتشفت مركبة كيوريوسيتي التابعة لناسا جزيئات عضوية في فوهة غيل، كما وجدت مركبة بيرسيفيرانس بصمات حيوية مُحتملة في فوهة جيزيرو. تُشير التقلبات الموسمية لغاز الميثان في الغلاف الجوي إلى عمليات بيولوجية مُحتملة، مع أنه لا يُمكن استبعاد العمليات غير الحيوية. تُشير المياه المالحة تحت السطح وخطوط المنحدرات المتكررة recurring slope lineae RSL)) إلى وجود ماء سائل، وهو عامل أساسي للحياة.
تشير النتائج الحديثة إلى أن البيئات الجوفية، حيث قد تكون المياه مستقرة، هي أكثر المواقع الواعدة للحياة. تشير بيانات الرادار من مركبة مارس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى وجود بحيرات مياه سائلة تحت الغطاء الجليدي الجنوبي. وتشير رواسب الطين والكبريتات إلى ظروف رطبة سابقة، مما يجعلها مواقع مثالية لمزيد من الدراسة.
يتجه استكشاف المريخ نحو البعثات البشرية، حيث يضع برنامج أرتميس (Artemis) التابع لوكالة ناسا الأساس. تهدف مركبة ستارشيب (Starship) التابعة لسبيس إكس (Space X) إلى تسهيل الاستيطان البشري، بينما ستوفر البعثات القادمة، مثل مهمة إعادة عينات المريخ، رؤى قيّمة. يتمثل الهدف طويل المدى في إرساء وجود مستدام، باستخدام تقنية استغلال الموارد في الموقع in-situ resource utilization ISRU) لإنتاج الأكسجين والماء والوقود.
دخل البحث عن الحياة على المريخ مرحلة جديدة مع تحديد مواقع رئيسية مثل فوهة جيزيرو وخزانات المياه الجوفية. وقد سرّع التقدم التكنولوجي والتعاون الدولي وتيرة التقدم، مما يُقرِّب من الإجابة على أحد أهم أسئلة البشرية: هل نحن وحدنا؟ مع احتمالية البعثات البشرية في العقود القادمة، قد يصبح المريخ قريباً الوجهة التالية للاكتشاف العلمي والاستيطان البشري.
جزر فارو: حيث يلتقي المحيط بالجبال في مشهد أسطوري
جادة أشجار الباوباب: جولة بين الأساطير المالاجاشية وأيقونة الطبيعة في مدغشقر
تمارين الدماغ التي تساعدك على الحفاظ على نشاطك الذهني
اكتشف العقبة: جوهرة الأردن الساحلية على البحر الأحمر
8 عادات بالتفكير عند الأشخاص الذين يحققون أشياء عظيمة في الحياة
اكتشف البتراء: المدينة الوردية في الأردن
صوت ستيفن هوكينج الأبدي
كسر الدائرة: ثماني نصائح عملية للتغلب على التسويف اليوم
ماذا يمكن أن تخبرنا 11000 بروتين في دمنا؟
أدرار: بوابتك إلى الصحراء وسحر الجنوب الجزائري