فيزيائي يزعم أنه حل "مفارقة الجد"

ADVERTISEMENT

تُعرف "مفارقة الجد" بأنها واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه فكرة السفر عبر الزمن، لأنها تحتوي على تناقض منطقي: إذا عاد شخص إلى الماضي وقتل جده، فلن يولد، وبالتالي لن يتمكن من العودة إلى الماضي أصلاً. لكن الفيزيائي لورينزو غافاسينو من جامعة فاندربيلت يرى أن هذه ليست مشكلة حقيقية، بل يمكن حلها من خلال فهم أعمق للإنتروبيا والزمن في إطار ميكانيكا الكم.

الفيزياء التقليدية للزمن، التي تعتمد على قوانين نيوتن، ترى الزمن كخط مستقيم يتحرك من الماضي نحو المستقبل. في المقابل، تقدم نظرية النسبية العامة لأينشتاين صورة أكثر مرونة للزمكان، تسمح بوجود ما يُعرف بـ"المنحنيات الزمنية المغلقة" التي تعيد المسافر إلى نفس اللحظة الزمنية التي بدأ منها. وتشير بعض الفرضيات إلى أن الأجسام الدوارة، مثل الثقوب السوداء، قد تخلق ظروفاً تسمح بظهور حلقات زمنية.

ADVERTISEMENT

مشكلة "مفارقة الجد" تعكس صعوبة دمج فكرة السفر عبر الزمن مع قوانين الديناميكا الحرارية، خاصة بسبب قانون الإنتروبيا الذي يفرق بين الماضي والمستقبل، ويحدد اتجاه الوقت كما نعيشه. وتساءل غافاسينو عن كيفية سلوك هذه العمليات في بيئة زمنية مغلقة، خصوصاً أن الإنتروبيا تتحكم في كثير من الظواهر الحياتية، مثل الشيخوخة والذاكرة.

في دراسة نُشرت في مجلة "الجاذبية الكلاسيكية والكوانتية"، يقدم غافاسينو حلاً كمياً للتناقضات الزمنية. من خلال دمج الديناميكا الحرارية مع ميكانيكا الكم، أظهر أن التقلبات الكمومية داخل الحلقات الزمنية قادرة على خفض الإنتروبيا، مما يؤدي إلى نتائج تبدو غير ممكنة، مثل اختفاء الذكريات أو عكس الشيخوخة، وهو ما يزيل المفارقة نفسها.

ADVERTISEMENT

أظهر غافاسينو، دون الحاجة إلى افتراضات إضافية، أن مبدأ "الاتساق الذاتي" - الذي يفرض أن التاريخ يجب أن يكون خالياً من التناقضات - يظهر تلقائياً من قوانين ميكانيكا الكم، مما يدعم إمكانية وجود تاريخ متسق حتى في ظل وجود السفر عبر الزمن.

ورغم أن هذه الأفكار لا تزال ضمن النطاق النظري، فإنها تساهم في تعميق فهمنا لفيزياء الزمن والإنتروبيا. ويرى غافاسينو أنه حتى لو لم تكن الحلقات الزمنية موجودة فعلياً، فإن دراستها قد تساعد في فهم سلوك الأنظمة دون الذرية وتطوير مفاهيم الديناميكا الحرارية الحديثة.

toTop