فوائد المشي الصحية: المشي أكثر أم أسرع؟ ما الذي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان؟

تشير الأدلة العلمية إلى أن التمارين الهوائية مثل الجري والمشي السريع لا تقتصر فوائدها على القلب فقط، بل تلعب أيضًا دورًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان. أظهرت دراسة واسعة أجريت على الشباب أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساهم في تقليل خطر الإصابة بتسعة أنواع من السرطان عند التقدم في العمر.

ترتبط التمارين الرياضية بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان لدى الجنسين، ويُعتقد أن السبب يعود إلى تأثيرها في خفض مؤشر كتلة الجسم، وتنظيم الهرمونات، وتعزيز وظائف الجهاز المناعي والهضمي. تساعد أيضًا في التحكم بمستويات الأنسولين، وقد ربط الباحثون بين ارتفاعه وتطور بعض أنواع السرطان.

دراسة حديثة أجراها المعهد الدولي لأبحاث السرطان، شملت بيانات 547,000 امرأة قبل انقطاع الطمث، أظهرت أن النشاط البدني المنتظم يُقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي، حتى بعد احتساب عوامل مثل التاريخ العائلي، التدخين، والسمنة. أوضح الباحث مايكل جونز أن زيادة النشاط البدني خلال أوقات الفراغ له تأثير ملموس على تقليل هذا الخطر.

أظهرت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي أن الأنشطة اليومية الخفيفة، كالأعمال المنزلية، تساهم أيضًا في تقليل الإصابة بالسرطان. راقب الباحثون في المملكة المتحدة أكثر من 85,000 بالغًا، ارتدوا أجهزة لقياس النشاط البدني، وتبين أن من مارسوا أعلى معدلات النشاط اليومي انخفض لديهم خطر السرطان بنسبة 26 %. عدد الخطوات اليومية له تأثير مهم، إذ إن المشي 7000 خطوة يوميًا يقلل الخطر بنسبة 11 %، و9000 خطوة تقلله بنسبة 16 %، دون زيادة إضافية بعد هذا الحد.

يدمج كثير من الناس المشي في الروتين اليومي بعدة طرق: صعود الدرج، المشي أثناء المكالمات، اختيار مواقف سيارات بعيدة، والنزول قبل المحطة المقصودة. المشي بعد الوجبات يعزز الهضم ويُنظم سكر الدم. ولأفضل استفادة، يُنصح بالحفاظ على وضعية جيدة، وارتداء أحذية مناسبة، وتجنب المبالغة في المشي أو تجاهل الإحماء، والانتباه لما يحيط بك.