في تونس، حيث تغطي أشجار الزيتون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ظهرت شركات محلية حديثة تستغل بقايا قطاف الزيتون والأغصان والمياه المتسخة الناتجة عن عصره، فتضغطها وتسخنها حتى تتحول إلى غاز يشغل المحركات أو يسخن الماء. نشاط الشركات يتزامن مع قرار الدولة تقليل استيراد البنزين والغاز، والاعتماد على مصادر طاقة لا تلوث الهواء وتعيد استخدام المواد بدل رميها.
تنتج تونس كميات كبيرة من زيت الزيتون، لكن كل موسم يترك خلفه أكثر من 600 ألف طن من البقايا. تتكدس هذه البقايا فتلطخ التربة وتفسد المياه الجوفية، وعندما يحرق الفلاحون الأغصان الجافة تتصاعد سحب دخان تضر بالرئتين. لذلك تتقاطر شركات صغيرة إلى المعاصر، تحمل معها خزانات معدنية تبتلع المخلفات وتغلقها عن الهواء، فتتخمر داخلها المواد وتطلق غاز الميثان. يُنقل الغاز إلى مولد كهربائي أو إلى موقد يدفئ المباني، بينما يبقى في قاع الخزان سماد سائل يُباع للفلاحين.
قراءة مقترحة
كذلك تجفف الشركات عجينة الثفل تحت الشمس، ثم تضغطها في قوالب صلبة تشبه الطوب، تُستخدم كحطب بديل في مصانع الإسمنت والزيتون. استخدام هذه القوالب يخفض عدد الأشجار التي تُقطع للتدفئة، فيقلل تآكل الغابات. يقول بعض الفلاحين إن تكلفة نقل البقايا إلى مكب النفايات انخفضت إلى أقل من النصف بعدما بدأوا بيع المخلفات للشركات، بينما يشير أصحاب المشاريع إلى أن الدخان المتصاعد من حرق قوالب الوقود أقل كثافة وأقل رائحة مقارنة بحرق الأخشاب.
النتيجة: تراجع رائحة العفن في القرى، وانخفضت فاتورة استيراد الغاز بنسبة تقترب من ثلثي الاستهلاك المحلي، وظهرت وظائف جديدة في الريف لجمع البقايا وتشغيل الخزانات. يواجه أصحاب المشاريع عقبتين: سعر تركيب الخزانات مرتفع، والإنتاج يتوقف بعد نهاية موسم الزيتون. تساعد الدولة بإعادة جزء من كلفة المعدات، وتقدم بنوك أوروبية قروضاً ميسرة، بينما تنظم جمعيات فلاحية حملات توضيحية وتجمع بقايا أشجار التفاح واللوز لتشغيل الخزانات على مدار السنة.
يبدو النموذج التونسي بسيطاً بما يكفي لينتقل إلى إيطاليا وإسبانيا، ويمكن إدخال نوى التمر أو قشور البن إلى الخزانات بدل ثفل الزيتون. مع نمو السوق العالمية للوقود الحيوي بنسبة 7 % كل عام، تتحول شركات تحويل المخلفات من تجارب صغيرة إلى لاعبين أساسيين في إنتاج الطاقة النظيفة.
الاسترخاء في أستراخان: جنة بحر قزوين الساحرة
أدرار: بوابتك إلى الصحراء وسحر الجنوب الجزائري
رمضان في القاهرة، مصر دائمًا ما يكون مميزًا بطريقته التقليدية للغاية
الميتافيرس في عالم الأعمال: فرصة أم فقاعة؟
تأثير خوارزميات تيك توك على المحتوى العربي
أكبر كنوز حطام السفن التي تم العثور عليها على الإطلاق
اتجاهات سوق السيارات الفاخرة في الشرق الأوسط
بحثًا عن طائر نوّ ويلسون
علماء الفلك يكتشفون ”كويبو“، أكبر بنية منفردة في الكون المعروف
مرسى مطروح: جنة الله على الأرض








