النمور السيبيرية "الخرافية" الروسية تتغلب على الصعاب وتعود بقوة

ADVERTISEMENT

في أقصى شرق روسيا، وتحديداً في غابات بريموري، تعود نمور سيبيريا، المعروفة أيضًا بنمور آمور، ببطء بعد أن كانت على شفا الانقراض. كانت تنتشر ذات يوم حتى بحر قزوين، لكن الصيد الجائر وتدمير بيئاتها أدى إلى تقليص نطاقها بشكل كبير، حتى لم يبقَ منها سوى عشرات الحيوانات بنهاية الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك، اتخذت الحكومة الروسية خطوات لحمايتها، مثل حظر الصيد وإنشاء مراكز لتربية النمور، فزاد عددها ليصل إلى نحو 500 نمر بالغ و100 شبل حسب إحصاءات 2018.

من أبرز الجهود مركز نمور آمور قرب قرية أليكسيفكا، حيث يعيش شبلان يُدعيان إيلينا وبافليك. نُقل الشبلان إلى المركز بعد أن شوهدت أمهما تهاجم حيوانات أليفة في القرى المجاورة، فاضطرت السلطات لنقلها. يتعلم الشبلان في المركز كيفية الصيد من خلال تدريب عملي، مثل مطاردة غزلان وخنازير برية داخل مساحة مغلقة تشبه بيئتهم الطبيعية.

ADVERTISEMENT

مكافحة الصيد غير المشروع تُعد خطوة أساسية لحماية نمور سيبيريا، حيث تنشر فرق حماية البيئة، يزيد عدد أفرادها عن 100 شخص، دوريات عسكرية في مناطق تواجد النمور للبحث عن صيادين غير قانونيين. يبيت هؤلاء الحراس في الغابات ويراقبون آثار الحيوانات وآثار المركبات المشبوهة لتعقب المخالفين.

مع زيادة عدد النمور، ازدادت المواجهات مع البشر، خصوصًا في القرى، حيث تهاجم النمور أحيانًا المواشي والحيوانات الأليفة. في مثل هذه الحالات، تدفع السلطات تعويضات مالية لسكان الريف لتجنب ردود الفعل الانتقامية. يُعد هذا الإجراء جزءًا من برنامج توعية تنفذه "مجموعة الصراع"، تهدف إلى تقليل التفاعلات السلبية بين النمور والسكان المحليين.

ADVERTISEMENT

تحظى نمور سيبيريا بمكانة خاصة كرمز وطني، خاصة في فلاديفوستوك، حيث تنتشر الجداريات والتماثيل التي تصورها. حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار مراكز تأهيل النمور وتم تصويره في عدة مناسبات، في إشارة إلى دعم الدولة لجهود حمايتها.

toTop