النجاح في السبعينيات وما بعدها: تبني عادات إيجابية لحياة سعيدة

ADVERTISEMENT

الشيخوخة أمر لا مفر منه، لكن سرعة ظهور آثارها تتباين باختلاف الجينات التي وُلد الإنسان بها، وطريقة عيشه، والمكان الذي يعيش فيه. تبدأ الخلايا بالتلف ببطء مع تقدّم السن؛ يتضرر الحمض النووي، تقصر أطراف الكروموسومات، تتراكم الجذور الحرة، فتضعف الأعضاء وتقل قدرة الجسم على مقاومة المرض. تنخفض هرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون، ويزداد احتمال الإصابة بالأمراض.

أظهرت دراسات أن نوع الطعام الذي يتناوله الإنسان، ومدى حركته، ووجود أصدقاء وأقارب يحيطون به، تؤثر في شعوره بالعافية أثناء الشيخوخة أكثر من الوراثة. يعيش كبار السن تجارب مختلفة حسب دخلهم ومستوى تعليمهم وما تقدمه الدولة من خدمات صحية. بلغ متوسط العمر عند الولادة على مستوى العالم 73.4 عاماً عام 2024، ومن المتوقع أن يصل من تجاوزوا الخامسة والستين إلى 16 % من سكان الأرض عام 2050.

ADVERTISEMENT

يصاب كثير من المسنين بالتهاب المفاصل والسكري، وتضعف أعينهم وآذانهم، ويتراجع أداء الذاكرة والتركيز. يواجهون أيضاً مشكلات نفسية بسبب انقطاعهم عن الآخرين أو شعورهم بعدم جدوى حياتهم، خصوصاً حين تغيب التغطية الصحية والدعم المالي.

رغم الصعوبات، يعيش قسم من الناس سعداء في السبعينيات بفضل عادات يومية مفيدة. يبقى الجسم قوياً بالمشي أو السباحة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، وتناول خضراوات وفواكه وأسماك، والبقاء على تواصل مع العائلة والجيران. يحافظ الذهن على حيويته بالقراءة أو تعلم مهارة جديدة أو ممارسة هواية، بينما يمنح الإيمان أو التأمل أو الصلاة شعوراً بالطمأنينة. يزداد الإحساس بالقيمة حين يقدّم الإنسان وقته للتطوع أو إرشاد الشباب.

ADVERTISEMENT

للحفاظ على صحة جيدة في آخر العمر، يُفضَّل الابتعاد عن الجلوس الطويل دون حركة، تناول الوجبات السريعة والمملحة، التدخين، الانطواء في البيت، التفكير المستمر في المشكلات، وتأجيل زيارة الطبيب. يُنصح بالمشي نصف ساعة يومياً، تناول طعام البحر الأبيض المتوسط أو حمية داش، حل لغز أو تعلم لغة جديدة، زيارة الأصدقاء أو الانضمام لنادٍ، النوم سبع ساعات ليلاً، التركيز على الجوانب الإيجابية في اليوم، والخضوع للفحص الطبي كل ستة أشهر.

مع تقدّم أجهزة القياس التي تُلبَس على الجسم، وبرامج الذكاء الاصطناعي، والاستشارة الطبية عبر الشاشة، يحصل المسنّ على مساعدة أسرع وأدق في المستقبل. يُحسّن تصميم المدن بوجود ممرات للمشاة ودروس مستمرة للكبار من جودة حياة المسنين، ويُعيد للمجتمع صورة الشيخوخة بوصفها مرحلة نشطة ومريحة.

toTop