الرباط: عاصمة الثقافة والتاريخ في قلب المغرب

ADVERTISEMENT

تقع الرباط على شاطئ المحيط الأطلسي، وهي العاصمة السياسية والثقافية للمغرب. تختلط فيها طبقات التاريخ والفن مع ملامح الحياة اليومية. قصبة الأوداية، التي بناها الموحدون، ترتفع فوق نهر أبي رقراق، وبيوتها البيضاء وساحاتها المزروعة بالورود تذكّر بعمارة الأندلس. على بعد خطوات، يشق برج حسن سماء المدينة، ويقابله ضريح محمد الخامس، فتجتمع قوة الماضي ووقار الذاكرة الوطنية في مكان واحد.

المدينة القديمة تُظهر الحياة اليومية كما هي: أزقة ضيقة، باعة يعرضون جلودًا صبغوها بأيديهم، وزبائن يتفاوضون أمام باب الرواح الموحدي. في الجهة المقابلة، يتمدد حي أكدال بمحلاته المكيفة ومقاهيه التي تفتح أبوابها حتى منتصف الليل، بينما يحتضن حي الرياض مكاتب الوزارات وسفارات ترفع أعلامًا ملوّنة، فتثبت الرباط مكانتها الإدارية دون ضجيج.

ADVERTISEMENT

يمتد كورنيش الرباط على طول البحر، فتجلس العائلات على الرصيف تتناقش فوق فنجان قهوة، ويمشي الشباب حفاة على الرمل. يفضل هواة الأمواج شاطئ الوداية لأن أمواجه منتظمة. داخل المدينة، يعرض متحف محمد السادس لوحات تشكيلية مغربية حديثة، ويقام على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس عرض مسرحي أو حفلة موسيقية في معظم أيام الأسبوع.

تبدأ تجربة الطعام في مطعم “دار نجمة” بصحن كسكس يفوح بالزعفران، يليه طاجين سمك يغلي فوق الجمر، وتنتهي بكأس شاي أخضر مع أوراق النعناع وحلوة باللوز.

لمن أراد الخروج من المدينة، يعبر جسر الحسن الثاني مشياً إلى سلا، أو يركب قاربًا صغيرًا. يصل بعد دقائق إلى موقع شالة، فيجد معبدًا رومانيًا وأعشابًا بريّة تنمو بين الحجارة. الطقس معتدل في الربيع والخريف، والترامواي يعمل من السادسة صباحًا إلى العاشرة ليلاً، وتتوفر غرف في بيوت ضيوف تقليدية أو في فنادق حديثة. تبقى الرباط مدينة تجمع بين صخب التاريخ وهدوء العصرية دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.

toTop