button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

قصة الرحلة الأخوية عبر الإمارات السبع وسلطنة عمان

ADVERTISEMENT

حين اقتربت ذكرى ميلادها الخمسين، أدركت "ليلى" أن هذه اللحظة تستحق احتفالًا يفوق التقاليد المعتادة. كانت الأخت الصغرى "ندى" دائمًا شريكتها في الأحلام والمغامرات، فلم يكن من الصعب أن تتفقا على فكرة مميزة: رحلة أخوية عبر الإمارات السبع وسلطنة عمان. لم تكن الرحلة مجرد استكشاف أماكن جديدة، بل كانت وعدًا باستعادة ذكريات الطفولة، وتعميق أواصر الأخوة، ومشاركة الضحك والتأمل في كل منعطف. من ناطحات سحاب دبي إلى هدوء مسندم العمانية، انطلقت الشقيقتان تحملان معهما شغف الاكتشاف وقلبين مفعمين بالحب والذكريات. كانت هذه الرحلة أكثر من مجرد سفر؛ كانت احتفالًا بالحياة، بالأمل، وبالروابط التي لا تهزها المسافات ولا تغيرها السنوات.

تصوير كريستوف شولتز

سبب قيام ليلى وندى بهذه الرحلة المثيرة

احتفالًا ببلوغها سن الخمسين، قررت ليلى أن تجعل من هذه المناسبة ذكرى لا تُنسى، فاختارت خوض مغامرة استثنائية مع أختها ورفيقة دربها ندى. كان هدفهما أن يعبرا معًا الإمارات السبع لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويمتدا بالرحلة إلى سلطنة عمان المجاورة. سرعان ما تحولت هذه المغامرة إلى تجربة ساحرة جمعت بين الفخامة وروح الاستكشاف الثقافي. عبر المدن الحديثة والصحارى الممتدة، وبين الأسواق النابضة بالحياة والشواطئ الفيروزية، عاشت الأختان لحظات مليئة بالإثارة والاكتشاف. لم تكن الرحلة مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل كانت احتفالًا بالحب، والأخوة، وروح المغامرة التي تجمع بينهما. لقد فتحت لهما هذه التجربة نوافذ جديدة على تنوع المنطقة وثقافتها الغنية، لتصبح ذكرى نابضة بالحياة تحتفظان بها إلى الأبد.

ADVERTISEMENT

بداية فخمة في دبي

بدأنا رحلة الأختين في دبي، درة الإمارات المتلألئة. حيث أقامتا في فندق برج العرب الشهير، حيث استقبلهما الخادم الشخصي للفندق الفاخر حيث الوسائد المتنوعة، والإطلالات الخلابة اللا نهائية.

كانت أيامهما في دبي مليئة بالنشاطات: تناولتا الإفطار على الشاطئ ثم زارتا  "متحف المستقبل" المبهر، وأعجبتا بعلو برج خليفة المهيب، وتسوقتا في ممرات دبي مول المترامية. وفي إحدى الليالي، استكشفت الأختان أحياء دبي القديمة في منطقة الفهيدي، حيث التجول بين الممرات الضيقة المرصوفة بالحصى والمقاهي الهادئة، شكل تجربة مغايرة تمامًا لصخب المدينة.

ولعل أروع لحظات دبي كانت أثناء رحلة سفاري صحراوية حيث ركبت الأختان الجمال عبر الكثبان الرملية الذهبية، واحتسيتا القهوة الإماراتية تحت خيمة بدوية، وضحكتا كثيرًا خلال محاولاتهما الفاشلة للتزلج على الرمال.

الروح الفنية في الشارقة

بعدها، قادت الأختان السيارة نحو الشارقة، عاصمة الثقافة الإماراتية. بعيدًا عن بريق دبي، وجدت الشارقة تقدم تجربة أعمق وأكثر تأملاً. استمتعت الأختان بمعروضات متحف الشارقة للفنون ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، حيث أعادت إليهما المخطوطات القديمة والزخارف الإسلامية روعة التاريخ والثقافة.

ADVERTISEMENT

أحبت الأختان كثيرًا مشروع "قلب الشارقة" الذي يعيد ترميم الحي القديم بحرفية عالية، مع أزقته الضيقة ومبانيه التراثية، وكأنهما عادتا بالزمن إلى الوراء. وهناك، احتست الأختان شاي الكرك وسط هدوء ساحر.

سحر السواحل في عجمان

بعد رحلة قصيرة بالسيارة، وصلت ليلى وندى إلى إمارة عجمان، أصغر إمارات الدولة وأكثرها دفئًا وودًا. اختارتا الإقامة في منتجع أنيق يطل على مياه الخليج العربي المتلألئة، حيث أمضتا أوقاتًا مليئة بالهدوء، تمشيان حافيتين على الرمال الذهبية، تجمعان الأصداف الصغيرة، وتستمتعان بأنغام الأمواج المتكسرة بلطف على الشاطئ.

لم تقتصر زيارتهما على الاسترخاء، بل حرصتا على استكشاف تراث الإمارة الغني. كانت أبرز محطاتهما زيارة ورش صناعة المراكب التقليدية "الدهون"، حيث شاهدتا عن قرب الحرفيين المهرة وهم ينحتون الخشب بأيدٍ خبيرة، ليصنعوا سفنًا تحكي قصص البحر والتاريخ. غمرت الأختين مشاعر الإعجاب بقدرة هذه المدينة الصغيرة على الحفاظ على تراثها العريق وسط حداثة العالم من حولها.

تصوير دانييل أولا

روح المغامرة في رأس الخيمة

انطلقت ليلى وندى شمالًا إلى رأس الخيمة، حيث تعانق الجبال الشاهقة الشواطئ الذهبية في مشهد يخطف الأنفاس. هنا، بلغت روح المغامرة ذروتها، حين خاضت الأختان تجربة التحليق عبر أطول زيبلاين في العالم فوق جبل جيس. بين صرخات الفرح وضحكات لا تنقطع، حلقّتا فوق الوديان العميقة، تحررًا من كل قيود الواقع.

ADVERTISEMENT

بحثًا عن لحظات أكثر هدوءًا، زارتا لاحقًا قرية الجزيرة الحمراء المهجورة، ببيوتها المبنية من الحجارة المرجانية، حيث بدا وكأن الزمن قد توقف، تاركًا خلفه قصصًا منسية تنطق بها الجدران القديمة.

واختتمت الأختان يومهما بجلسة استرخاء مترفة في أحد المنتجعات الجبلية الفاخرة، حيث كان الهدوء المحيط بهما والمشاهد الطبيعية الخلابة بمثابة مكافأة رائعة بعد مغامرات اليوم الحافل.

هدوء أم القيوين

بعد أيام من المغامرات الحماسية، كانت ليلى وندى في حاجة إلى جرعة من السكينة، فوجدتا ملاذهما في أم القيوين، الإمارة الأصغر والأكثر هدوءًا في الإمارات. بعيدًا عن صخب السياحة، استمتعت الأختان بجوها الهادئ وطابعها الأصيل.

بدأت رحلتهما بزيارة حصن أم القيوين التاريخي، الذي يحتفظ بأسرار زمن غابر بين جدرانه العتيقة. ثم توجهتا إلى المحمية الطبيعية، حيث سارتا بين أشجار المانغروف الخضراء، تراقبان أسراب الطيور وهي تحلق فوق المياه الهادئة.

مع حلول المساء، جلست الأختان على الشاطئ حول نار دافئة، تحت قبة من النجوم المتلألئة. هناك، شاركتا الضحكات والذكريات القديمة، واستسلمتا لأحلام جديدة عن مغامرات قادمة تنتظرهما في رحلات الحياة.

تصوير فارس حمزة
ADVERTISEMENT

سواحل الفجيرة الوعرة

بعد محطاتهما السابقة، اتجهت ليلى وندى إلى الفجيرة، الإمارة الوحيدة التي تحتضنها مياه بحر عمان. هناك، تلاقت الجبال الصخرية الشاهقة مع الشواطئ الذهبية في مشهد يخطف الأنفاس.

اختارت الأختان الإقامة في منتجع فاخر مطل على البحر، وسرعان ما أصبحت السباحة عند شروق الشمس عادة يومية تبعث فيهما النشاط والصفاء.

خلال جولتهما، زارتا مسجد البدية العريق، أقدم مسجد قائم في الإمارات، حيث أبهرتاه بساطته وروحانيته العميقة.

ولم تفوّتا فرصة المغامرة، فخاضتا تجربة غطس ممتعة حول "جزيرة سنوبي"، حيث غاصتا بين الشعاب المرجانية المبهرة والأسماك الملونة، مكتشفتين عالمًا بحريًا ينبض بالحياة والجمال.

أبهة العاصمة أبوظبي

كانت أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات، المحطة الأخيرة في رحلة الأختين داخل الدولة، حيث اختُتمت مغامرتهما بأجواء مفعمة بالفخامة والهيبة. أقامتا في قصر الإمارات الفاخر، رمز الضيافة العربية الأصيلة والترف اللامحدود، حيث استمتعتا بأجواء من السحر والرقي.

زارت ليلى وندى جامع الشيخ زايد الكبير، مبهورتين بجمال قببه البيضاء الشامخة وبرك المياه الهادئة التي عكست هيبته الروحية. كما جالتا في أروقة متحف اللوفر أبوظبي، الذي أدهشهما بقدرته على جمع كنوز الفنون من مختلف العصور تحت قبة معمارية ساحرة.

ADVERTISEMENT

وفي نزهة مسائية على كورنيش أبوظبي، حيث أضواء المدينة تتلألأ وتنعكس بلمعانها على سطح الخليج، أحستا أن رحلتهما قد أكملت دورتها. بقلوب ممتلئة بالذكريات الجميلة وروح مغامرة لا تهدأ، أدركتا أن هذه الرحلة كانت أكثر من مجرد تنقل؛ كانت قصة ستبقى محفورة في قلبيهما إلى الأبد.

تصوير باولا كنيته

عبور الحدود إلى عُمان

بقلوب مفعمة بالمشاعر، أكملت الأختان مغامرتهما جنوبًا نحو سلطنة عمان، بلد الطبيعة البكر والضيافة الدافئة. بدا عبور الحدود سلسًا، ولكنهما شعرتا بتغير في المناظر الطبيعية فورًا: خلجان مذهلة، جبال وعرة، وشواطئ نقية.

أمضت الأختان أيامًا في مسندم، التي يطلق عليها "نرويج العرب"، حيث أبحرتا في الخيران الصخرية على متن قارب تقليدي (دهو)، تراقصت الدلافين بجوارهما، وساد الصمت البهيج المكان.

ثم استكشفت الأختان العاصمة مسقط، وزارتا جامع السلطان قابوس الكبير، وأبدتا إعجابًا بتفاصيله المعمارية الرائعة. تسوقت الأختان في سوق مطرح، حيث عبق اللبان والتوابل يملأ الأزقة الضيقة واشترتا حليًا فضية تقليدية كتذكار يرافقهما دائمًا.

في أحد المنتجعات البيئية خارج المدينة، مشت الأختان بين جبال الحجر، سبحتا في الوديان الخفية، واستمتعتا بأشهى الأطباق العمانية مثل الشواء والحلوى العمانية الغنية.

ADVERTISEMENT

تأملات الختام

مع اقتراب نهاية مغامرتهما المدهشة، جلست ليلى وندى معًا تحت سماء صافية تستعيدان ذكريات الرحلة، متأملتين لحظات الفرح، والإثارة، والدهشة التي رافقتهما في كل خطوة. كل إمارة من الإمارات السبع، وكل مدينة في سلطنة عمان، وحتى أصغر الزوايا الخفية، قدّم لهما تجربة مميزة، جمعتها روح الضيافة الدافئة والمشاهد الطبيعية الخلابة التي لا تُنسى.

لم تكن هذه المغامرة مجرد جولة لاكتشاف أماكن جديدة، بل كانت احتفالًا حيًا برباط الأخوة العميق الذي يجمعهما؛ إذ كان كل اكتشاف أكثر بهجة بضحكة مشتركة، وكل تحدٍ أكثر سهولة بوجود السند والدعم المتبادل.

اختارت ليلى أن تحتفل بعيد ميلادها الخمسين بطريقة استثنائية، فتحولت الرحلة إلى رحلة نحو الذات: تواصل حقيقي مع التاريخ العريق، والطبيعة الساحرة، والثقافات المتنوعة، وتأكيد صادق على أن الرابط بين الأختين أقوى من الزمن، وأجمل من كل المغامرات.

toTop