الإرث المدمر للأكاذيب في علم الزهايمر

ADVERTISEMENT

في العقود الأخيرة، خفّضت التطورات الطبية عدد الوفيات الناتجة عن أمراض مثل السرطان وأمراض القلب، بفضل الجراحة، الأدوية، العلاجات الجينية، والإشعاع. لكن مرض الزهايمر، مع تقدّم السكان في العمر، يواصل الارتفاع، ليصبح سببًا رئيسيًا للوفاة بين كبار السن في الولايات المتحدة.

يصاب نحو سبعة ملايين أمريكي بالزهايمر، أي واحد من كل تسعة أشخاص فوق سن الخامسة والستين. يظهر المرض حتى بين البالغين في سن مبكرة، بعضهم في الثلاثينات. يُتوقع أن يتضاعف عدد حالات الخرف بحلول عام 2050، دون وجود علاج يوقف التدهور المعرفي. السبب يعود إلى تعقيد الدماغ، إضافة إلى مشاكل أخرى داخل الأوساط العلمية.

ADVERTISEMENT

تواجه أبحاث الزهايمر أزمة ثقة بعد الكشف عن حالات احتيال علمي وتلاعب بالبيانات داخل المجتمع الأكاديمي. من أبرز الحالات ما يتعلق بالعالم إليعازر ماسليا، الذي قاد جهودًا وطنية في أبحاث الزهايمر. رغم شهرته ونشره نحو 800 دراسة، كشفت تقارير عن تلاعبه بصور علمية، بما في ذلك صور "ويسترن بلوت"، ما أدى إلى إبعاده من منصبه القيادي في المعهد الوطني للشيخوخة.

حالة ماسليا واحدة من عدة حالات كشفت عنها تحقيقات استقصائية، وأوضح خبراء في تحليل الصور أن نحو 600 دراسة مشكوك فيها نُشرت من قبل 46 باحثًا بارزًا في الزهايمر. استُشهد بهذه الدراسات نحو 80,000 مرة، ما أثر بشكل كبير على تطور البحث العلمي وأعاق إنتاج أدوية فعالة.

ADVERTISEMENT

هذا السلوك غير الأخلاقي يُضعف الثقة في أبحاث الأمراض العصبية. الزهايمر مرض متفرد من الناحية الإنسانية، يبدأ بالتدهور الإدراكي، وينتهي بفقدان الهوية. يؤدي إلى معاناة هائلة لأسر المرضى. في الولايات المتحدة، يقدم أكثر من 11 مليون شخص من غير المدفوعي الأجر، من أقارب وأصدقاء وجيران، الرعاية لمرضى الزهايمر، بمساهمات قُدرت بـ350 مليار دولار سنويًا. هذا يجعل الحاجة إلى علاجات فعالة مسألة إنسانية عاجلة، ويُبرز أهمية النزاهة في البحث العلمي.

toTop