ما هو السبب الرئيسي لمتلازمة التعب المزمن؟

متلازمة التعب المزمن (ME/CFS) أو التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات، حالة معقدة ومرهقة تظهر بإرهاق شديد يستمر ستة أشهر على الأقل ولا يزول بالراحة، بل يتفاقم مع أي جهد بدني أو ذهني. السبب الدقيق للمتلازمة غير معروف، لكن الباحثين يرجحون أنها ناتج عن تفاعل بين عوامل بيئية، جينية، ومناعية. لا يوجد تحليل محدد لتشخيص الحالة، لذا يُستبعد أولًا أي مرض يشبهها، بينما يقتصر العلاج حاليًا على تخفيف الأعراض.

تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن من شخص لآخر، وتشمل إرهاقًا شديدًا، اضطرابًا في التفكير والذاكرة، دوارًا عند الوقوف، ألمًا في العضلات أو المفاصل، نومًا غير مريح، وصداعًا. يُضاف إليها التهاب الحلق، ألم في الغدد الليمفاوية، وحساسية مفرطة تجاه الضوء أو الروائح، مما يعقد حياة المرضى اليومية.

تزداد احتمالية الإصابة بـ ME/CFS عند الشباب ومنتصفي العمر، عند النساء، أو عند وجود تاريخ مرضي لأمراض مثل الألم العضلي الليفي أو متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي.

قد تؤدي المتلا‌زمة إلى مضاعفات مثل التوقف عن العمل أو العجز عن أداء المهام اليومية، وفي الحالات الشديدة يُلزم المريض بالراحة التامة أو استخدام كرسي متحرك. يدفع الجهل بالسبب الباحثين لدراسة العدوى، المناعة، التوتر والعوامل الوراثية المتعلقة بالحالة.

تُظهر دراسات أن بعض المرضى بدأت أعراضهم بعد إصابتهم بعدوى مثل فيروس إبشتاين بار أو كوفيد-19، ما يعزز فرضية أن ME/CFS ربما تكون رد فعل مزمنًا للعدوى. كما سُجلت تغيرات في الجهاز المناعي تشبه اضطرابات المناعة الذاتية، من دون تلف واضح في الأنسجة. يبدو أيضًا أن التوتر واضطرابات هرمونية مثل انخفاض الكورتيزول تؤثر في الحالة، رغم أن مستويات الهرمون تبقى ضمن المعدل الطبيعي.

لاحظ باحثون اختلافًا في إنتاج الطاقة داخل الخلايا بين مرضى ME/CFS والأصحاء، ما يفسّر تراجع قدرتهم على الجهد البدني والذهني. وأخيرًا، تشير دراسات على العائلات والتوائم إلى وجود ميول وراثية، لكن البحث مستمر لتحديد الجينات أو العوامل البيئية المسؤولة.