المدائن .. عاصمة الساسانيين ودرة الأكاسرة في عراق العجم

ADVERTISEMENT

تقع مدينة المدائن شرق نهر دجلة، على بعد نحو 30 كم جنوب بغداد، وتُعد من أبرز المدن الأثرية في العراق. يُعتقد أن الإخمينيين هم من أسسوا المدينة، لكن ازدهارها الحقيقي بدأ خلال العهد الفرثي، ونمت لتصبح مركزًا سياسيًا وثقافيًا هامًا في ظل الدولة الساسانية، التي اتخذتها عاصمة لأكثر من أربعة قرون.

سُميت "المدائن" بصيغة الجمع لأنها تضم عدة مدن متجاورة، منها طيسفون الفارسية، سلوقية اليونانية، وفيروز شابور. يعكس الاسم الطابع العمراني الموحد الذي ميز المدينة.

ADVERTISEMENT

بلغت ذروة مجدها في عهد الملوك الساسانيين مثل كسرى أنوشيروان وكسرى أبرويز، حيث نُظمت الحياة حول القصور، والمعابد، والأسواق، وازدهرت مجالات الطب والفكر والفلك. كان قصر طاق كسرى الرمز المعماري الأبرز، بارتفاع 37 متراً وبُني من الآجر.

بعد الفتح الإسلامي للموقع، استخدم المسلمون كثيرًا من مباني المدينة، مع الحفاظ على طابعها العمراني. لكن عوامل الإهمال أدت إلى تدهور المدينة، ولم يتبقَ منها سوى أطلال الطاق ومعالم محدودة.

من أبرز آثار المدائن: طاق كسرى الذي يُعد من أعظم ما شيد بالطوب المشوي، وبقايا القصر الساساني حوله، بالإضافة إلى مدينة سلوقية، التي تحتوي على آثار مسارح ونقوش يونانية، ومواقع أخرى بيزنطية وإسلامية.

ADVERTISEMENT

تجسد المدائن أهمية كبرى في تاريخ العراق، إذ تحوّلت من مركز للنفوذ الساساني إلى جزء من الحضارة الإسلامية. وهي اليوم تُعد رمزًا للتراث الثقافي العراقي، ومعلماً يستحق الحماية والترميم ليروي قصته للأجيال القادمة.

toTop