كهف مأرب في اليمن.. مسكن للجن أم بوابة نجمية؟

ADVERTISEMENT

في أعماق رمال صحراء مأرب اليمنية، يوجد كهف يُسمّى «كهف مأرب». لا يعرف أحد متى اكتُشف، لكن الناس هناك يذكرونه منذ أجيال. لم يُسجّل في سجلات الدولة، لكن الجميع يحدّد مكانه داخل محافظة مأرب القديمة. يُطلقون عليه أيضاً «كهف الجن» أو «بوابة الغيب»، لأن القصص القديمة تقول إن كائنات من غير الإنس تسكنه.

لم يصدر أي بيان رسمي عن الكهف، وكل ما يُعرف عنه يأتي من حكايا الناس. زاره عدد من المغامرين وعادوا يحكون مشاهداتهم، فزاد الحديث عنه. لم يذكره الجغرافيون العرب القدامى مثل الإدريسي أو ياقوت الحموي، لكن الروايات الشفهية تربطه بأماكن يُقال إن الجن يعيش فيها، وبطقوس يُعتقد أن مملكة سبأ أقامتها قبل آلاف السنين.

ADVERTISEMENT

الكهف يوجد في الجهة الشرقية من اليمن. الطريق إليه يتطلب عبور أرض صخرية وعرة. مدخله ضيق، ثم يتسع ليصبح قاعات مظلمة. يدخل هواء بارد من داخله رغم حرارة الصحراء المحيطة. زوّار كثيرين قالوا إنهم سمعوا أصواتاً لا يعرفون مصدرها، شعروا أن أحداً يراقبهم، وتوقفت هواتفهم وأجهزتهم عن العمل قرب المدخل، فازداد الإحساس بالغموض.

الحكايات تروي أن الكهف بيت لقبائل من الجن، وأن من يستهين بـ«حرّاسه الخفيين» يختفي للأبد. في السنوات الأخيرة ظهرت تفسيرات جديدة ترى أن الكهف «بوابة نجمية» تفتح على عالم آخر. يستدل أصحاب هذا الرأي على رموز منحوتة في الصخر، على شعور غريب بالطاقة داخله، وعلى غياب أي حيوانات تعيش في جوفه.

ADVERTISEMENT

الزيارات الأولية التي قام بها علماء جيولوجيا تؤكد أن الصخور داخله ترسبية، وتظهر فيها النوازل والصواعد. لم يُعثر على أي أثر يثبت وجود كائنات خارقة. بعض الباحثين يرجّح أن الكهف استُخدم لطقوس دينية في زمن سبأ، ويستندون إلى قطع فخار وكتابات مسندية وجدوها قرب المدخل.

كهف مأرب يقف على خط فاصل بين ما يقوله العلم وما ترويه الأسطورة. يجمع بين تضاريس غير مألوفة، تراث شعبي قديم، وفرصة لرحلات استكشافية أو دراسات علمية مستقبلية. الكلمات المفتاحية: كهف مأرب، أساطير الجن، حضارة سبأ، البوابة النجمية، اليمن.

toTop