لا الصين ولا مصر، أكبر بناء مرئي من الفضاء يقع في أوروبا

ADVERTISEMENT

رغم الاعتقاد الشائع بأن سور الصين العظيم أو أهرامات مصر تظهر من الفضاء، يقول رواد الفضاء إن رؤية تلك المعالم من المدار تكون صعبة. في المقابل، يبرز في جنوب شرق إسبانيا منظر ساحر: مساحة واسعة مغطاة ببيوت زجاجية تعكس ضوء الشمس بشدة، وتُعرف باسم "بحر البيوت البلاستيكية" في ألميريا.

يقع هذا المجمع الزراعي الضخم على أكثر من 40 ألف هكتار، وتبدو أسطحه البيضاء كبقعة لامعة في صور الأرض التي تُلتقط من محطة الفضاء الدولية. أصبحت المنطقة، وخصوصًا حول إل إيخيدو وكامبو دي دالياس، مركزًا زراعيًا كبيرًا يزود أوروبا بالطماطم والخيار والفلفل خارج مواسمها الطبيعية. تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم هذا التوسع البصري بوضوح، بما يفوق أي بناء بشري آخر في أوروبا.

ADVERTISEMENT

استخدام الأغطية البلاستيكية في البيوت يسمح بإنشاء بيئة زراعية مثالية في أراضٍ جافة. من الملفت أن تلك الهياكل أحدثت تأثيرًا مناخيًا محليًا، إذ ساهمت في خفض درجات الحرارة في المنطقة. ورغم الجدل حول استخدام البلاستيك، فإن تطبيق تقنيات مثل الري بالتنقيط وتحسين إدارة الموارد جعل من ألميريا مثالًا في الزراعة المستدامة.

نشأ "البحر البلاستيكي" نتيجة لمبادرات فردية في الستينيات، حين بدأ خوسيه هيرنانديث بوج بتعديل تقنيات الدفيئات لتناسب ظروف ألميريا الجافة. ومنذ ذلك الوقت، تطورت المنطقة لتصبح من أكبر موردي الفواكه والخضراوات في أوروبا، بإنتاج سنوي يتراوح بين 2.5 و3.5 مليون طن.

ADVERTISEMENT

الابتكار المستمر حوّل ألميريا إلى مختبر عالمي لتقنيات الزراعة المكثفة والمستدامة، مع الاعتماد على أنظمة ذكية وتقليل استخدام المواد الكيميائية، والحصول على شهادات بيئية. يُعد "بحر البلاستيك" اليوم رمزًا للتكيف البشري والتقدم الزراعي، ويُظهر كيفية تحويل مناطق جافة إلى مصادر غذائية أساسية في وقت تتزايد فيه أزمات الأمن الغذائي وتغير المناخ.

toTop