سلالة أرز جديدة قد تُخفّض انبعاثات الميثان بنسبة 70%

يُعدّ الأرز (Oryza sativa وO. glaberrima) محصولًا غذائيًا أساسيًا يُغذّي أكثر من 3.5 مليار شخص، ويُشكّل حوالي 20 % من السعرات الحرارية التي يتناولها سكان العالم. رغم أهميته، تُنتج زراعته نحو 13 % من غاز الميثان الذي يصدر عن الإنسان، وهو ما يُبرز الحاجة إلى طرق زراعة لا تضر بالبيئة.

ظهر الأرز في منطقتين رئيسيتين: نهر اليانغتسي في الصين لنوع الساتيفا قبل أكثر من 8000 عام، وغرب إفريقيا لنوع الغلابيريما. ثم تطور لاحقًا إلى مجموعتين هما الإنديكا والجابونيكا، وهما النوعان اللذان يُزرعان اليوم في معظم دول العالم. يُصنف الأرز حسب موطنه الأصلي وشكله الخارجي، ويُزرع في بيئات متعددة. تُعرف أنواعه بخصائص مثل شكل الحبة ونسبة النشوة ورائحته.

في موسم 2023-2024، بلغ الإنتاج العالمي للأرز بين 795 و800 مليون طن، بمتوسط غلة 4.7 طن لكل هكتار. تنتج آسيا 90 % من هذا الكم، بينما تُنتج الصين والهند وبنغلاديش وحدها نحو 59 % من الإجمالي. يُستهلك محليًا نحو 524 مليون طن، ويتراوح استهلاك الفرد في آسيا بين 75 و100 كيلوغرام سنويًا.

يُترك وراء كل حصاد كمية كبيرة من المخلفات، إذ تُهمل 80 % من كتلة النبتة مثل القش والنخالة والقشر. تُستخدم هذه البقايا في توليد الطاقة أو تصنيع مواد بناء أو علف الحيوان، لكن حرقها يُلوث الهواء، مما يزيد الضغط لإعادة استخدامها بطرق لا تُخرج دخانًا.

يُعد أرز LFHE (منخفض الفومارات وعالي الإيثانول) خطوة جديدة واعدة، إذ لم يُعدل جينيًا ويُخفض انبعاث الميثان بنسبة 70 % دون أن يقلل الغلة التي بلغت 8.96 طن/هكتار. جاء هذا النوع من تهجين سلالات عالية الأداء صديقة للبيئة. أثبتت تجارب ميدانية في مناطق مختلفة بالصين والسويد نجاحه، مما يزيد احتمال انتشاره عالميًا.

يُتيح أرز LFHE زراعة تتأقلم مع المناخ من خلال دمج تقنيات مثل الري المكثف والتسميد بمادة الأوكسانتيل، ما يُخفض الانبعاثات حتى 90 %. لكن انتشاره يحتاج إلى دعم حكومي، وتسهيلات تنظيمية، وتمويل لمشاريع الكربون يشمل المزارعين الصغار.

يُتوقع أن يصل إنتاج الأرز إلى 858 مليون طن عام 2035، في سوق تُقدر قيمته بـ536 مليار دولار. يُتيح أرز LFHE فرصة لنمو مستدام يجمع بين تأمين الغذاء وتقليل الغازات الدفيئة.

يُمثل أرز LFHE مزيجًا بين الابتكار البيئي والإنتاج الزراعي، ويُمهد لزراعة أرز تتحمل تغير المناخ دون أن تخسر الغلة.