هل ينبغي للمسافرين إلى المريخ أن يقلقوا بشأن بصرهم؟

ADVERTISEMENT

وضعت وكالة ناسا اسم «متلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء» لحالة تصيب أكثر من نصف رواد الفضاء في المهمات الطويلة. السبب هو انعدام الجاذبية؛ فالسوائل لا تهبط إلى القدمين بل تتراكم في الرأس، فترتفع الضغوط داخل الجمجمة وتضغط على العصب البصري والعين. النتيجة: تسطح كرات العين، تورم العصب البصري، وتغيّرات في النظر قد تستمر بعد العودة إلى الأرض. لم تُلغِ المتلازمة أي مهمة حتى الآن، لكنها تُقلق الأطباء عند التخطيط للرحلات القادمة.

رحلة المريخ أطول بكثير من الإقامة في محطة الفضاء الدولية؛ فالمدة تتراوح بين 18 و30 شهرًا، وخلالها يعيش الرواد بلا جاذبية، تحت إشعاع أعلى، وبعيدين عن أي مساعدة طبية سريعة. أي فقد مفاجئ للنظر يتحول إلى خطر حقيقي. الجاذبية على سطح المريخ تعادل 38 % من الأرضية، وربما تخفف الضرر، لكن لا أحد يعرف حتى الآن كيف تتصرف العين في هذا الوسط. الغبار الناعم والجو الجاف هناك يزيدان المشكلة: يجفّ الدمع وتُخدش القرنية بسهولة.

ADVERTISEMENT

ناسا مع الوكالات الأخرى جعلت هذا الموضوع أولوية قصوى. على متن المحطة الفضائية تُجرى تجارب لمعرفة كيف ترتفع السوائل إلى الأعلى وما يحدث للعين والدماغ. من الحلول المطروحة: بدلات ضغط سالبة للساقين تسحب الدم downward وتخفف الضغط داخل الجمجمة، لكنها لا تزال نموذجًا تجريبيًا. يُستخدم تصوير متقدم لرصد التغيرات في العين قبل الإطلاق وبعد العودة. يُبحث أيضًا في الطب الشخصي: تحليل الجينات لمعرفة من يكون عرضة للإصابة. تُختبر مكملات مضادة للأكسدة وأحماض أوميغا 3 لزيادة مرونة العين، وتُصنع أجهزة صغيرة تقيس الضغط داخل الجمجمة وجودة النظر أثناء الرحلة.

ADVERTISEMENT

ضعف النظر لا يعني فقط صورة غير واضحة؛ يُربك التوازن والتقدير المكاني اللازمين لقيادة المركبة أو تشغيل الأدوات. لذلك أُدخلت خوذات واقع معزز ونظم عناية بالعين ضمن تصميم بقية المعدات. ما يُكتشف في طب الفضاء ينعكس على الأرض: فهم الجلوكوما وجفاف العين يستفيد من هذه الدراسات. حماية النظر في الفضاء لم تعد ترفًا؛ أصبحت شرطًا أساسيًا في كل خطوة نخطوها خارج كوكبنا.

toTop