السويداء، مدينة الواحات في سوريا

ADVERTISEMENT

تقع محافظة السويداء جنوب سوريا على منحدرات جبل الدروز ضمن منطقة حرات الشمة البركانية، وهي أرض غنية بالبازلت تساعد على زراعة عنب وتفاح وقمح. تعتمد المنطقة على الزراعة كمصدر دخل أساسي، إلى جانب معامل صغيرة لعصر العنب ونسج السجاد وصناعة الأحذية، بالإضافة إلى أموال يرسلها مغتربون سوريون، خصوصاً من فنزويلا. يبقى عدد الزوار قليلاً، لكنهم يأتون لرؤية آثار قديمة بارزة.

يبلغ عدد سكان المحافظة نحو 375 ألف نسمة حسب إحصاءات عام 2011، ويشكل الدروز نحو تسعة أعشار السكان، مع وجود مسيحيين وبدو سنة. تتوفر في المدينة مدارس ومراكز صحية بشكل مقبول، بينما تعاني القرى من نقص طرق وخدمات.

ADVERTISEMENT

تضم السويداء معبد ديونيزوس، كاتدرائية القديس سرجيوس، مسرحاً رومانياً، قنوات ماء بيزنطية، ومتحفاً وطنياً. تتوزع فيها منازل رومانية لا تزال مأهولة، أبراج ماء، ومسجد بُني في القرن السابع. يُعدّ تراث المدينة من أبرز مقاصد السياحة الثقافية في سوريا.

تعمل السلطات المحلية على توسيع الطرق المؤدية إلى المواقع الأثرية وتنظيم احتفالات ثقافية. تنسجم خطواتها مع خطة وطنية تهدف إلى ترميم الآثار وتشجيع زيارة المزارع والمناطق الطبيعية، مع السعي لجذب استثمارات المغتربين.

منذ عام 2011، انهار الاقتصاد السوري، وارتفعت نسبة الفقر لتتجاوز تسعة أعشار السكان. تراجع عدد السياح من نحو تسعة ملايين عام 2010 إلى نحو مليوني زائر عام 2023. دمر القتال وغياب الأمن شبكة السياحة، رغم محاولات إعادة الحياة لمواقع مثل تدمر وتسهيل التأشيرات الإلكترونية.

ADVERTISEMENT

تبرز السويداء كمثال على فرص نائمة في سوريا، بفضل تاريخها الطويل، تربتها الخصبة، وتماسك سكانها، ما يجعل منها نقطة انطلاق محتملة لانتعاش اقتصادي وثقافي ضمن مشروع إعادة إعمار البلاد.

toTop