سيارات تُعيد تمثيل "نشيد الفرح" لبيتهوفن قرب دبي

ADVERTISEMENT

في وسط صحراء دبي، أمام الأفق المضاء، قُدّم عرض استخدم 100 مركبة لتؤدي "أنشودة الفرح" لبيتهوفن كأنها أوركسترا. اعتمد العرض على اختلاف أنواع المركبات ومحركاتها وأبواقها وأضوائها لإنتاج تجربة موسيقية تفاعلية لم تحدث من قبل. وُزعت السيارات كآلات موسيقية؛ أدت الكهربائية النغمات المنخفضة، وحملت السيدانات اللحن، بينما قدمت الشاحنات الإيقاع. عدّل فريق من مهندسي الصوت والموسيقيين أنظمة العادم والأبواق لإنتاج نغمات دقيقة، ووضع مكبرات ذكية داخل بعض المركبات لدعم الطبقات الموسيقية.

جاء اختيار "أنشودة الفرج" لأنه نشيد معروف عالميًا يرمز للوحدة ويعكس روح اللقاء والاحتفال الجماعي، فكان الخيار الأنسب لمدينة مثل دبي تجمع الحداثة بتنوع الثقافات. تحولت الآلات إلى ناقلات مشاعر، إذ تزامن إيقاع المحركات مع ومضات الأضواء لإضفاء طابع درامي على الأداء. عبّر الحضور عن تأثرهم، وقال بعضهم إن الأداء أثار لديهم قشعريرة ودموعًا.

ADVERTISEMENT

عملت فرق متعددة التخصصات - مهندسون وموسيقيون ومبرمجون - على تطوير الحدث طوال عدة أشهر، باستخدام خوارزميات دقيقة لضبط توقيت الصوت وحركة كل مركبة. اعتمد التنسيق على نظام مركزي يجمع إشارات GPS وأجهزة استشعار لضمان انسجام كامل. أُجريت بروفات مكثفة لاختبار تحمل العوامل الصعبة كالحرارة والغبار. تدرب السائقون على تنفيذ حركات متزامنة تضفي طابعًا بصريًا على الموسيقى، أبرزها الدوران الجماعي عند الذروة، فأطلق موجات صوتية قوية ترددت في الصحراء.

يُعد هذا الأداء مثالًا بارزًا على التعبير الفني باستخدام التكنولوجيا. في وقت تتقدم فيه الآلات لتؤدي أدوارًا إبداعية، يوضح المشروع كيفية توظيف المركبات الذكية لأغراض فنية وتعليمية، محققًا توازنًا بين الابتكار والمشاعر. يجسد أيضًا قوة التعاون بين تخصصات مختلفة في إنتاج تجارب فنية تزيل الفواصل بين التقنية والإنسانية، وتفتح آفاقًا جديدة في الفن العام والموسيقى الحضرية.

toTop