هل تعيش حياة مليئة بالضغوط والمسؤوليات؟ هل جربت أن تقتطع وقت من الراحة لنفسك إلا أنك لم تشعر بأي تحسن؟ هل تبحث عن الهدوء والسلام؟ مهما حاولت البحث عن الهدوء والسلام الخارجي وداخلك مشتعل فإن السلام والراحة لن يعرفان طريقهم إليك. أنت في الحقيقة تحتاج للسلام الداخلي. لكن ما هو السلام الداخلي وكيف يمكن أن نجده وسط الضغوط اليومية والقلق والخلافات والمشاكل؟ سطور هذا المقال ستقودك في خطوات نحو تحقيق يعض السلام الداخلي.
السلام الداخلي هو أن تشعر بالهدوء والراحة مع نفسك ومع الآخرين أيضا. هو أن تكون حاضرا مع من حولك لكنك أقل تأثرا بالمشاكل والهموم. لا أقول أنك ستشعر بالبرود ولكن أحدثك عن أن تكون هادئا ومتماسكا دون ضغط أو كبت. أنه ذلك اليقين أن مهما يحدث الأن في هذه اللحظة فإنني أعرف أن كل شيء سوف يكون على مايرام في الوقت المناسب.
قراءة مقترحة
السلام الداخلي هو تحقيق الاتزان في حياتك. أن تقبل نفسك كما هي بمميزاتها وعيوبها ويزداد قبولك للعالم من حولك حتى بعدم كماله ومشاكله وصراعاته. هذا القبول يجعلك أقل تأثرا بالضغوط والمشاكل والتوتر ويحقق لك توازنا في مشاعرك وردود أفعالك وتصرفاتك. دعنا نستكشف بعض الخطوات التي قد تساعدنا على تحقيق هذا السلام الداخلي في النقاط التالية.
أكبر لص يمكن أن يسلبك سلامك الداخلي هو الندم والحزن على الماضي وأحداثه أوالقلق نحو الغد والمستقبل. الماضي يستحيل تغييره، الندم و الحزن على ما ضاع منك هو إهدار غير مبرر لوقتك، تعلم منه واتركه وراءك. أما القلق حول الغد ليس التخلص من مشاكله وإنما سرقة سلامك وقوتك اليوم. كل دقيقة تهدرها في التفكير والقلق حول الغد هي دقيقة تم سلبها من يومك.
يبدو الأمر سهلا عندما نتحدث عنه لكن كيف نفعل هذا؟ انغمس تماما في ما تفعله اليوم وانفض عنك الأفكار السلبية حول الماضي والمستقبل. إذا كنت تقوم بالطهي الآن وداهمتك أفكار عن الغد أو الماضي انفضها سريعا واغمر كل حواسك فيما تفعله. تذوق الطعام، تنشق رائحة امتزاج المكونات سويا. أنظر بعمق لتناغم الألوان معا أثناء الطهي. أستمع لموسيقى تحبها. يمكنك دائما أن تختار ما يناسبك من الإلهاء عن التفكير والقلق هذا مجرد مثال.
أعرف أنك ربما مللت من الحديث عن العقلية الإيجابية ولكني أؤكد لك أن عقلك قد يكون أقوي حليف أو أقسي عدو لك، يتوقف الأمر عليك تماما. أبدأ يومك بالتفكير الإيجابي، دون أفضل إنجازاتك أو أكتب شيئا أنت ممتن لأجله ودون أهداف اليوم وضعها أمامك اثناء العمل. بمجرد أن تداهمك فكرة سلبية أنفضها فورا. علي سبيل المثال قد تداهمك تلك الفكرة "يصعب أن تنتهي من هذا العمل اليوم، أنت بطئ". قل لنفسك "أستطيع، لقد فعلتها من قبل أو سأحاول وأبذل جهدا أكبر"." لقد فشلت في هذا الأمر من قبل، أعرف ولكن لقد تعلمت الكثير يمكنني دائما أن أنجح مع تكرار المحاولة".
إذا حدث تغير مفاجئ في خطط يومك لا تغضب أو تتوتر، فكر بهدوء كيف يمكنك الخروج بنتائج أفضل، تذكر الغضب والتوتر يشلان التفكير يجعلانك عاجزا عن حل مشاكلك.
لعل تقبل الذات من أصعب التحديات التي نقابلها في حياتنا. نحن نعرف أنفسنا جيدا، نقاط ضعفنا وسقطاتنا، لذا؛ نجد صعوبة كبيرة في حب أنفسنا, لكن صديقي صدق هذا، لن يعرف السلام الداخلي طريقه إليك أبدا قبل أن تقبل نفسك وتحبها. لا يوجد إنسان كامل. عندما تجابه هجمة داخلية عن عيوبك وتبدأ في توجيه الكراهية حول نفسك، أستدعي صورتك في عيون من يحبونك بصدق من أسرتك وأصدقائك. تصالح مع عيوبك وأخطاء الماضي، يمكنك أن تكون أنسان أفضل الأمر ليس مستحيلا فقط تقبل نفسك أولا.
تقبل الذات وحده لا يكفي يجب أن تقدم الرعاية الذاتية لنفسك. تحتاج لرعاية نفسك صحيا ونفسيا وعاطفيا. ذلك ليس ترفا لكنه هام جدا للوصول للسلام النفسي. خصص وقتا لممارسة نشاط تحبه يوميا، 15 دقيقة حتى ساعة هي المدة المقبولة لممارسة نشاط تستمتع به ويساعدك على تجديد الطاقة. إذا كان لديك العديد من المسؤوليات أختار وقت تعلم بأنه الأفضل لجدولك اليومي. فنجان قهوة مع موسيقى قبل أن يستيقظ الجميع أو ساعة الظهيرة أو حتى حمام ساخن مع شموع ذات رائحة مفضلة لك واسترخاء لمدة 20 دقيقة في نهاية اليوم قد يغسل كل تعب وإرهاق اليوم.
قمنا في عدة مقالات سابقة بالحديث عن أهمية الطبيعة لصحتنا العقلية والنفسية. الطبيعة لها مفعول السحر في أخذك للشعور بالسلام الداخلي. نزهة في الحديقة يوم أجازتك، أو التريض لمدة ثلاثون دقيقة، أو حتى تأمل السحب من نافذتك في الصباح الباكر مع سماع صوت الطيور قبل بداية اليوم والانغماس في الضوضاء كلها أمور يمكنها أن تمدك بطاقة إيجابية وسلام خلال اليوم. تذكر أن تمارس تمارين التنفس بعمق معها لتجعل الفائدة مضاعفة. تنفس بعمق عدة مرات أثناء الوجود في حضن الطبيعة.
قد يفاجئك هذا ولكن الانغماس في أفكار إدانة الأخرين والحكم عليهم ينزع سلامنا الداخلي أيضا. راقب أفكارك جيدا، إذا ما بدأت بمراقبة سلوك أو مظهر الأخرين أيقظ نفسك فورا و أنشغل بشيء آخر. إذا ما حاول زميل العمل ببدء إحدي جلسات النميمة حول صديق أو زميل أخر، تعلل فورا بالانشغال وغادر أو غير الموضوع بسرعة. حاول قبول الآخرين كما هم وتجنب أصدار الأحكام، صدقني هناك الكثير مما لا تعرفه عن حياتهم.
الصحبة السيئة قادرة على سرقة سلامك الداخلي في لحظات. أحط نفسك بصحبة جيدة، أصدقاء إيجابيون وليسوا دائمو الشكوى والنقد وإصدار الأحكام. أشخاص لديهم قدر عالي من تقبل الأخرين، متصالحون مع أنفسهم وصادقون. أشخاص يمكنك الثقة بهم ومعرفة أنهم يدعمونك ويفرحون بنجاحاتك. أنهم الطريق لتحقيق حب الذات وتحقيق السلام الداخلي والتخلص من القلق والضغوط.
مكتبة مكة المكرمة تلفت الانتباه إلى ثراء التراث السعودي في معرض المغرب
هل يغيّر حصانك طريقة مواجهتك للخوف والتحديات والخزي؟
سلوك السرقة عند الأطفال: ما هي دوافعه وكيف تعالجه؟
ماراثون فالنسيا: مقارنة بالسباقات السريعة غير الكبرى: اتضح أنه لا يزال أسرع ماراثون في العالم
إدارة الزحام المروري في المدن الكبرى العربية: حلول تقنية تواكب المستقبل
صعود وسقوط الإمبراطورية العثمانية
السيارات المزودة بأنظمة التعرف على السائق: ثورة السلامة أم رفاهية بلا معنى؟
فاعليات الاحتفال باليوم الوطني واليوم التأسيسي للسعودية
عادةً ما يُظهِر الأشخاص الذين يصبحون أثرياء في وقت لاحق من حياتهم هذه العادات اليومية
٥ خطوات لتحسين نمط يومك