أصبح أسبوع الحرف اليدوية الدولي السعودي (المعروف باسمه العربي "بنان") بسرعة مركزاً إقليمياً رئيسياً للحرفيين التقليديين والتبادل الثقافي وتجارة قطاع الحرف. في دوراته الأخيرة، استضاف الحدث مئات الحرفيين المحليين والدوليين، ورحب بأجنحة وطنية تعرض تقاليد الحرف اليدوية الحية. ساهمت مشاركة الصين - التي تضمنت عروضاً حرفية حية، وعروضاً في الأجنحة، وبرامج للفنون الأدائية - في بناء جسر ثقافي فاعل بين الرياض والعديد من المناطق الحرفية الصينية، مسلطاً الضوء على الاهتمامات المشتركة (حماية التراث، وسبل عيش الحرفيين) والفرص (التجارة، والسياحة، والدبلوماسية الثقافية). يتتبع هذا المقال أصل أسبوع الحرف اليدوية الدولي السعودي (بنان) وتنظيمه، ورعاته والمشاركين فيه، ويوضح دور الصين ومعارضها، ويضع تقاليد الحرف اليدوية الصينية في سياقها التاريخي والآفاق المستقبلية.
قراءة مقترحة
أسبوع الحرف اليدوية الدولي السعودي (بنان)
أطلقت الجهات الثقافية السعودية مهرجان بنان للحفاظ على قطاع الحرف التقليدية، وإبرازه، وتحفيزه، كجزء من سياسات ثقافية وتراثية أوسع نطاقاً مرتبطة برؤية السعودية 2030. وقد شهدت المبادرة نمواً سريعاً: فبعد مرحلة تجريبية/افتتاحية، تطور المهرجان إلى مهرجان متعدد الأيام يضم معارض وأسواقاً وعروضاً حية وندوات وأنشطة للأطفال. ويؤكد المنظمون على أهمية صون التراث الثقافي غير المادي والتمكين الاقتصادي للحرفيين من خلال توفير منصة للمبيعات والتواصل. وقد توسع نطاق الحدث، حيث أفادت النسخ الأخيرة بمشاركة مئات الحرفيين السعوديين والدوليين ومشاركة عشرات الدول.
الحرف اليدوية في أسبوع الحرف اليدوية الدولي السعودي (بنان)
• التواريخ: أقيمت النسخ الأخيرة في شهر تشرين الثاني (بتنسيقات متعددة الأيام).
• عدد المشاركين (تقريباً): 400- 500 حرفي؛ مشاركة من حوالي25- 40 دولة (تختلف الأرقام من طبعة لأخرى).
يُنظم مهرجان بنان تحت إشراف المؤسسات الثقافية السعودية، وعلى رأسها هيئة التراث (ووزارة الثقافة)، كجزء من مبادرات التراث الوطني. يُقام المهرجان بالتعاون مع جهات شريكة (شركاء محليين ودوليين)، ويُقام في قاعات رئيسية بالرياض مثل روشن فرونت وقاعات معارض متعددة الأجنحة. يتضمن البرنامج عادةً: أجنحة وطنية، وقرية للفنون الحرفية، ومنصات عرض حي، وورش عمل تفاعلية، وأسواقاً للبيع بالتجزئة، وجناحاً للأطفال، وبرامج جانبية (نقاشات، وندوات، ولقاءات تجارية). يًنسّق المنظمون الخدمات اللوجستية للوفود الأجنبية، وحاملي التراث غير المادي، والعارضين التجاريين.
الجهات الراعية المؤسسية للحدث هي في المقام الأول الهيئات الثقافية السعودية العامة (هيئة التراث، وزارة الثقافة)، مع شراكات تشمل هيئات التنمية التابعة للحكومة، وهيئات الترويج السياحي (زيارة السعودية)، وأحياناً رعاة من القطاع الخاص ومؤسسات ثقافية تدعم برامج الحرفيين أو تشتري مسارات لهم. تساهم المنظمات الثقافية الدولية والبعثات الأجنبية أحياناً في أجنحة دولها (الخدمات اللوجستية، والتمويل، ودعم أمناء المتاحف). تشير البيانات الصحفية الرسمية إلى الرعاية المؤسسية والمنظمات الشريكة باعتبارها عنصراً أساسياً في تمويل المهرجان ونطاقه الترويجي.
بعض المشاركين في أسبوع الحرف اليدوية الدولي السعودي (بنان)
يضم مهرجان بنان مزيجاً من:
• حرفيين سعوديين محليين يمثلون تقاليد الحرف الإقليمية (النسيج، وصناعة السلال، والتطريز، والأعمال المعدنية، والفخار).
• أجنحة وطنية دولية (تتراوح المشاركة المعلنة على نطاق واسع، ولكن الإصدارات الأخيرة تشمل من 25 إلى 40 دولة أو أكثر).
• دعوة متخصصين وحاملي التراث الثقافي غير المادي لتقديم عروض حية.
• المؤسسات الثقافية، والمنظمات غير الحكومية، والمشترين، وأصحاب المصلحة في السياحة/الاقتصاد الإبداعي.
يُقدِّم هذا الحدث كمهرجان ثقافي وسوق في آنٍ واحد: أكشاك الحرفيين تعرض منتجاتها، بينما توفر منصات العرض سياقاً تراثياً وفرصاً للتعلم للزوار. أفادت التغطية الصحفية الأخيرة بمشاركة أكثر من 100 جناح في الدورات السابقة، ومشاركة مئات الحرفيين.
منتجات القش اليدوية
دُعيت الصين كضيف شرف رئيسي في الدورات الأخيرة (بما في ذلك الإعلان عنها كضيف شرف في بعض السنوات). نُظِّم جناح الصين من قِبَل هيئات ثقافية ومتاحف صينية (أشارت التقارير إلى متحف الثقافة التقليدية الصينية من بين الجهات المُنظِّمة)، وقدّم برنامجاً شاملاً: معرض رئيسي للحرف اليدوية الصينية، ومنطقة عرض حيّ يُديرها ورثة تقنيات التراث الثقافي غير المادي، وعروض مسرحية يومية (رقصات إقليمية ومسرح عرائس)، وعروض مُنسَّقة. حضر ممثلون دبلوماسيون صينيون (مثل السفراء) فعاليات الافتتاح والجناح، مُعربين عن دعمهم الثقافي والدبلوماسي. يهدف الحضور الصيني إلى تبادل الخبرات الحرفية العريقة وتعزيز العلاقات بين الشعبين.
زوار أسبوع الحرف اليدوية السعودي الدولي
• جناح الصين: تُشير التقارير إلى عروض لأكثر من 1000 حرفة يدوية، وأكثر من 20 خبيراً في التراث غير المادي يُقدّمون عروضاً توضيحية في بعض التقارير.
تصف التقارير والصور الصحفية مزيجاً من تقاليد الحرف الصينية المعروضة والفعّالة:
• عروض الرسم/الطلاء والنحت على الخشب.
• تشكيل وتشطيب فخار "الطين الأرجواني" (ييشينغ).
• الحرف اليدوية التقليدية للنسيج والمنسوجات (مثل تقنيات الحرير، ونسج الورق).
• الحرف الورقية، وصناعة المراوح، وأشغال الريش أو الخيوط، وفنون الدمى الشعبية الإقليمية، والفنون الأدائية.
عروضٌ قدمها ورثةٌ مُعترفٌ بهم للتراث الثقافي غير المادي (عروضٌ على غرار المجلس الدولي للتراث الثقافي غير المادي). كما قدّم فنانون صينيون رقصاتٍ إقليمية (فانوس طبل زهرة آنهوي، ورقصة أسد غوانغدونغ) وعروضاً مسرحيةً للدمى. جمعت هذه العروض بين صناعة الحرف اليدوية الحية وعروضٍ قصيرةٍ لإضفاء سياقٍ ثقافيٍّ على القطع.
تُعدّ الحرف اليدوية الصينية من أقدم التقاليد الحرفية المتواصلة في العالم، حيث توجد أدلة أثرية ووثائقية على حرف متخصصة عبر آلاف السنين. المراحل الرئيسية:
• من العصر الحجري الحديث إلى العصور الإمبراطورية المبكرة: أرست صناعة الفخار، والورنيش، وصب البرونز، ونسج المنسوجات الأسس التقنية.
• السلالات الإمبراطورية: نضجت الأفران المتخصصة (مثل إنتاج الخزف في جينغدتشن)، ومينا كلوازونيه، ونحت اليشم، والورنيش، والديباج الحريري، وصناعة الورق، وتطورت تحت رعاية البلاط.
• فترات سونغ-مينغ-تشينغ: توحيد التقنيات، والأنماط الإقليمية، وارتقاء الحرف إلى مستوى الفنون الجميلة في الثقافة الأدبية (السيراميك، والورنيش، والأعمال المعدنية، ونحت الحجر بالحبر).
القرنان العشرين والحادي والعشرين: أعادت حركات التحديث والتصنيع، وما تلاها من حركات إحياء ثقافي (المتاحف وبرامج التراث الثقافي غير المادي)، صياغة الحرف اليدوية كأصول تراثية واقتصاد إبداعي.
يُظهر المسار الحديث حالات توتر وتآزر بين الإنتاج الضخم وإحياء الحرف اليدوية: فقد زادت الحرف التي تكيفت (التعاون في التصميم المعاصر، والأسواق السياحية، ومعارض المتاحف) من جمهورها، بينما واجهت أخرى تراجعاً حتى تدخلت برامج الإحياء التي تقودها الدولة والمنظمات غير الحكومية.
اللعب الصينية
تعترف الصين بالعديد من أشكال الحرف وتُدرجها ضمن التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني. غالباً ما تنتقل هذه التقاليد الحية عبر الأجيال - الخزافون، والنساجون، والنحاتون، ومحركو الدمى الذين يحافظون على التقنيات والزخارف والمعرفة المتخصصة. تلعب مؤسسات مثل المتاحف المحلية، وأكاديميات الحرف، ومتحف الثقافة التقليدية الصيني (كما هو مذكور في تنظيم الجناح) دوراً في التوثيق والتدريب والعرض. ويدل وجود ورثة معترف بهم رسمياً في المعارض الدولية على الفخر الثقافي وسياسة نشطة لتدويل المعرفة التراثية.
ساهمت عدة عوامل مترابطة في إحياء الاهتمام بالحرف اليدوية الصينية:
• برامج التراث الحكومية التي تُعيّن وتُموّل حاملي التراث الثقافي غير المادي.
• برامج المتاحف والتبادل الثقافي (الأجنحة، المعارض الخارجية) التي ترفع الوعي العام.
• التعاون في مجال التصميم والصناعة (حيث يعمل المصممون المعاصرون مع الحرفيين لابتكار منتجات حديثة قابلة للتسويق).
• السياحة وتجارة التجزئة التجريبية: تُولّد العروض الحية وورش العمل الحرفية تفاعلاً مع الزوار وتُحقق مبيعات مباشرة للحرفيين.
تُعزز المعارض الدولية، مثل معرض "بانان"، هذا الإحياء من خلال ربط المنتجين الحرفيين بأسواق جديدة وجمهور متعدد الثقافات، وتشجيع إعادة التفسيرات المعاصرة التي تُبقي التقنيات قابلة للاستمرار تجارياً.
نسيج القش في الصين
البورسلين الصيني الشهير
• فرص السوق: تزايد الطلب العالمي على المنتجات والتجارب الحرفية الأصيلة والمتقنة الصنع (ورش العمل والعروض التوضيحية)، إلى جانب تزايد الطلب المحلي الصيني على المنتجات التراثية. تشمل فرص الأعمال التجارية بين الشركات (B2B) شراكات التصميم، وترويج المنتجات السياحية، والتصدير إلى الفعاليات الثقافية مثل معرض بنان.
• استدامة التراث: يعتمد استمرار النجاح على توفير دخل مستدام للحرفيين، ومسارات التدريب المهني، والوصول إلى المواد، وقنوات التسويق التي تُكافئ الحرف اليدوية بدلاً من إضعافها من خلال التسليع.
• التكامل الرقمي والتصميمي: تُتيح التجارة الإلكترونية، ورواية القصص على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون مع المصممين المعاصرين سبل الوصول إلى أسواق أوسع مع الحفاظ على أصالة الحرف اليدوية. تُوفر المعارض الدولية فرصاً أساسية لعرض المنتجات وربط المشترين. المصادر والمراجع لهذا القسم
• تغطية الأسابيع الثقافية ومعرض بنان كسوق للحرفيين؛ بيانات جناح الصين حول التواصل.
يُعدّ الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) منصةً سريعة التطور للتبادل الثقافي، وتجارة الحرف اليدوية، وترويج التراث، حيث تلتقي السياسة الثقافية للدولة، وأهداف السياحة، والحرف اليدوية الشعبية. وقد شكّل الجناح الصيني واسع النطاق والعروض الحية نقطةً بارزةً في المعرض، إذ سلّطت الضوء على العمق التقني لتقاليد الحرف اليدوية الصينية، ومكّنت حاملي التراث الحي من التواصل مع الجمهور السعودي والدولي، وجسّدت كيفية ممارسة الدبلوماسية الثقافية الدولية من خلال التبادل الحرفي. بالنسبة للحرف اليدوية الصينية، تُقدّم فعاليات مثل "بنان" اعترافاً رمزياً وفرصاً اقتصادية عملية، مما يُسهم في إحياء التقنيات القديمة وإعادة ابتكارها في الأسواق المعاصرة. ويتطلب ضمان مستقبل مستدام لهذه الحرف سياسات متوازنة: الوصول إلى الأسواق، ودعم التدريب المهني، والابتكار في التصميم، والعرض الثقافي المتبادل باحترام.
سحر الطبيعة والتاريخ في مدينة تونس
كيف سيؤثر تغير المناخ على إنتاج المحاصيل في المستقبل؟
بينما يتعلم الجميع الذكاء الاصطناعي، يتقنه المحترفون الأذكياء بدلاً من ذلك. تعلم المهارات التي تصبح أكثر قيمة في عصر الذكاء الاصطناعي.
العيش في مزرعة ماتشا يابانية: إيجاد السلام من خلال زراعة الشاي في قرية وازوكا الجبلية
حقائق مذهلة عن خرطوم الفيل!
محمود ياسين: أيقونة السينما المصرية ورمز الشاشة الذهبية
10 أشياء خفية يمكنك القيام بها لتصبح مصواً أفضل قليلاً
السيارات المدمجة في المدن الذكية: كيف تتكيف التصميمات مع متطلبات الحياة العصرية؟
لماذا تدفع الأرقام 6 و7 معلمي الرياضيات إلى أعلى الحائط؟
البهاسا (اللغة) الإندونيسية، اللغة التي توحّد الأمة، وتتضمن العديد من الكلمات ذات الأصل العربي










