الاتحاد المصري للجولف يعيد رسم ملامح رياضة الجولف، ويضع مصر كمركز عالمي للبطولات الكبرى

ADVERTISEMENT

في تحوّل جذري أعاد تشكيلَ التصوّر الوطني والواقع الدولي، أشعل الاتّحاد المصري للجولف نهضة للجولف في جميع أنحاء البلاد، ما دفع مصر إلى مكانة بارزة على الساحة العالمية للجولف. تحت قيادة رئيسه الجديد، حقّق الاتّحاد إنجازات غير مسبوقة على مدار عام كامل، حيث استضاف العديد من البطولات الكبرى، وأقام شراكات دوليّة، ورعى المواهب المحلّيّة، ورفع الجولف من مجرد هواية للنخبة إلى رياضة تنافسيّة تحظى بشعبيّة واسعة.

رؤية استراتيجيّة تتجذّر:

عندما تولّى عمر هشام طلعت رئاسة الاتحاد المصري للجولف في أواخر عام 2024، ورث منظّمة ذات جذور تاريخيّة ولكن نفوذها العالميّ محدود. لطالما تمتع الجولف في مصر بتاريخ غنيّ، كون مصر واحدة من أقدم الدول في العالم التي تبنّت هذه الرياضة. ولكنّها كانت تفتقر إلى ظهور دوليّ مستمرّ. إدراكًا للإمكانات المزدوجة للجولف في تعزيز التميّز الرياضيّ وتنمية السياحة، وضع طلعت رؤية استراتيجيّة جريئة وشاملة: إحياء الأحداث الدوليّة، وتوسيع المشاركة، وتحفيز النموّ الاقتصاديّ من خلال السياحة الرياضيّة، وترسيخ مكانة مصر كوجهة مفضّلة للجولف على مستوى عالميّ.

ADVERTISEMENT

كان محور هذه الرؤية هو إعادة التفكير بشكل جذريّ في مكانة هذه الرياضة على الصعيد المحليّ. بعد أن كان يُنظر إلى الجولف تاريخياً على أنه نشاط ترفيهيّ للنخبة، أعيد تصوّره كرياضة تنافسيّة وشاملة، متاحة لقطاع أوسع من السكّان وتعكس تنوّع المواهب الرياضيّة في البلاد. من خلال برامج التوعية المدرسيّة والمبادرات الخاصّة بالناشئين والترويج الإعلاميّ، أدّت جهود الاتّحاد إلى زيادة المشاركة بنسبة تقدر بـ 25-30٪ في عام واحد فقط، ما يدلّ على فعاليّة مبادراته.

الصورة بواسطة freepik على freepik

رياضة الغولف: المهارة والأناقة

رعاية البطولات الدوليّة الكبرى:

لعلّ النتيجة الأكثر وضوحًا لهذه الاستراتيجيّة هي استضافة العديد من بطولات الجولف الدوليّة الكبرى في غضون عام واحد، وهو إنجاز أسر قلوب الجماهير الإقليميّة والعالميّة على حد سواء.

ADVERTISEMENT

في عام 2025 وحده، نجحت مصر في تنظيم خمسة أحداث كبرى، بدءًا من بطولة العرب للناشئين والناشئات، التي جمعت لاعبات جولف شابّات من جميع أنحاء المنطقة. تلا ذلك بطولة مصر الدوليّة للهواة في ملعب دريم لاند للجولف، وبطولة مصر الدوليّة للناشئين والسيّدات في نادي الجيزة الجديد للجولف، ما يعكس التزام الاتّحاد بإدماج الشباب والجنسين في هذه الرياضة.

كان لإحياء بطولة مصر المفتوحة للمحترفين أهميّة تاريخيّة خاصّة، لأنّها بطولة تعود جذورها إلى أكثر من قرن من الزمان وكانت قد توقّفت لمدّة 15 عامًا. أقيمت البطولة في مدينة مدينتي شرقيّ القاهرة، وشارك فيها لاعبون من 35 دولة، وشكّلت عودة قويّة لوجود مصر التنافسيّ، وأعادت تأكيد القدرة على استضافة بطولات احترافيّة عالميّة المستوى.

وبالمثل، لم تقتصر بطولة البحر الأحمر الدوليّة للمحترفين في السخنة على عرض مستوى عالٍ من الجولف فحسب، بل سلّطت الضوء أيضًا على المواقع الساحليّة المذهلة في مصر، ما جعل البلاد وجهة جذّابة للاعبين والمشجّعين على حد سواء.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Faris knight على wikimedia

منظر جوّي لمدينتي شرقي القاهرة

الانتشار الإعلاميّ والاهتمام العالميّ المتزايد:

كان أحد العناصر الحاسمة في توسيع نطاق هذه الرياضة هو استراتيجيّة الإعلام والبثّ. مكّنت شراكة الاتّحاد مع شبكات البثّ الفضائيّ من النقل المباشر للبطولات، ما أدى إلى أكثر من خمسة ملايين مشاهدة عبر التلفزيون والمنصات الرقميّة. لم يؤدّ هذا الظهور إلى تعزيز الحماس المحليّ فحسب، بل أظهر أيضًا ملاعب مصر وثقافتها وكرم ضيافتها للجمهور الدوليّ.

شراكة من أجل النموّ على المدى الطويل:

بالنظر إلى المستقبل، تحرّك الاتّحاد لترسيخ شراكات دوليّة طويلة الأمد من شأنها أن ترسّخ مكانة مصر في جدول الجولف العالميّ. ستؤدّي اتفاقيّة استراتيجيّة مع جولة الجولف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إعادة إطلاق وتوسيع دوري الجولف المصريّ اعتبارًا من يناير / كانون الثاني 2026، والتي ستضم أربع بطولات كبرى في ملاعب مرموقة في جميع أنحاء البلاد. ستقدّم كلّ بطولة جوائز ماليّة ونقاطًا في التصنيف العالميّ، ما سيجذب لاعبين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وخارجها.

ADVERTISEMENT

هذه الشراكة أكثر من مجرّد منصة تنافسيّة؛ فهي تمثّل جسرًا للاعبين المصريّين لاكتساب خبرة مهمّة، وكسب نقاط التصنيف العالميّ الرسميّ للجولف، وفي النهاية المنافسة على الساحة العالميّة، مع طموحات التأهّل للأولمبياد - وهو إنجاز تاريخي للجولف المصري.

الصورة بواسطة Michael Mitrakos على unsplash

ملعب غولف بالقرب من القاهرة

الرياضة والسياحة والتأثير الاقتصاديّ:

إلى جانب الإنجازات الرياضيّة، يتماشى عمل الاتّحاد مع الأهداف الوطنيّة للتنمية الاقتصاديّة من خلال السياحة الرياضيّة. تجذب الأحداث الدوليّة للجولف لاعبين ومسؤولين وعائلات ومشجّعين من جميع أنحاء العالم، ما يعزّز الإشغال الفندقيّ والإنفاق المحليّ والتفاعل مع المواقع الثقافيّة. يصبح الجولف أكثر من مجرّد رياضة، يصبح جزءًا من قصّة السياحة في مصر، التي تشمل التاريخ القديم والمنتجعات العالميّة المستوى والشمس المشرقة على مدار العام.

ADVERTISEMENT

الاعتراف المؤسّسي والحوكمة:

لم يمرّ التحوّل الذي شهدته مصر في مجال الجولف مرور الكرام على أعلى المستويات. فقد حظيت جهود الاتّحاد بتقدير كبير من السلطات الحكوميّة، بما في ذلك وزير الشباب والرياضة، الذي أكّد أنّ الوتيرة السريعة للإنجازات لا تعكس فقط الحوكمة المهنيّة، بل أيضاً نموذجاً لتنمية الرياضة على الصعيد الوطنيّ. الجولف، الذي كان رياضة هامشيّة في الماضي، أصبح الآن يبرز كمساهم في السياحة الوطنيّة والدبلوماسيّة الناعمة وتنويع الاقتصاد.

إنّ تعيين عمر هشام طلعت في اللجنة التنفيذيّة للاتّحاد العربيّ للجولف للفترة 2025-2029 يؤكّد على الدور القياديّ المتنامي لمصر في الرياضة الإقليميّة. وهو اعتراف بارتقاء مصر مؤخّرًا، ومنصّة لتعزيز نفوذها في عالم الجولف العربيّ.

التطلّع إلى المستقبل - عصر جديد للجولف المصريّ:

ADVERTISEMENT

مع وجود خطط طموحة قيد التنفيذ بالفعل لعام 2026 وما بعده، يتطوّر مشهد الجولف في مصر بوتيرة غير مسبوقة. يعكس إعادة إطلاق دوري الجولف المصريّ، وتوسيع الشراكات العالميّة، والتركيز المستمرّ على جولف الشباب والسيّدات نهجًا شاملاً لتطوير الرياضة. من خلال الاستفادة الاستراتيجيّة من تراثها التاريخيّ وبنيتها التحتيّة القويّة والتزامها بالتميّز، لا تقتصر مهمّة الاتّحاد المصريّ للجولف على استضافة البطولات فحسب، بل إنّها تعمل على صياغة إرث يمكن أن يعيد تعريف إفريقيا والشرق الأوسط كمفترق طرق نابض بالحياة للجولف الدوليّ.

toTop