تاريخ قناة بنما: كل ما تحتاج إلى معرفته

ADVERTISEMENT

قناة بنما واحدة من أضخم أعمال الهندسة في القرن العشرين؛ تصل المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ وأصبحت طريق ماء استراتيجي يحرك التجارة العالمية. فكرة القناة ظهرت في القرن السادس عشر حين اقترح الإسبان شقّ قناة عبر برزخ بنما لتسهيل سير السفن، لكن صعوبة التنفيذ أوقفت الخطط. في أواخر القرن التاسع عشر حاولت فرنسا بقيادة فرديناند دي ليسبس تنفيذ المشروع؛ أمراض الملاريا والحمى الصفراء ونقص الموارد أدت إلى فشل المحاولة عام 1889.

الولايات المتحدة تولّت المشروع عام 1904 بعد توقيع معاهدة مع بنما. المهندسان جون ستيفنز ثم جورج واشنطن جوثالس أدارا أعمال الحفر، وطوّرا بيئة العمل وحاربا الأمراض. استُخدمت تقنيات حديثة لحفر القناة وبناء الأقفال التي ترفع السفن وتخفضها عبر ارتفاعات مختلفة إلى بحيرة جاتون الاصطناعية. رغم التحديات اللوجستية والهندسية، انتهى المشروع عام 1914، ورسّخ مكانة الولايات المتحدة قوة تقنية واقتصادية.

ADVERTISEMENT

قناة بنما غيّرت الشحن البحري؛ قصّرت المسافات وألغت الحاجة لإبحار السفن حول أمريكا الجنوبية، فخفّضت التكاليف ورفعت كفاءة التجارة العالمية. اليوم تعبر مئات السفن القناة يومياً، ما يعزز دورها طريق ماء عالمي أساسي. رسوم العبور تدرّ عائداً رئيسياً على بنما وتدعم الاقتصاد الوطني وتخلق فرص عمل.

مع تزايد حركة الشحن وأحجام السفن، أطلقت بناما عام 2007 مشروع توسعة ضخم شمل بناء أقفال جديدة أُنجزت عام 2016. التحديثات سمحت للقناة باستيعاب سفن أكبر وزادت طاقتها التشغيلية، فعززت دورها في سلاسل الإمداد العالمية. بفضل هذه الإنجازات تبقى قناة بنما مركزاً محورياً في التجارة البحرية الدولية والنقل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.

toTop