الدبكة اللبنانية: رقصة الفرح والتعبير الشعبي العريق

ADVERTISEMENT

الدبكة اللبنانية تتصدر الفنون الشعبية في بلاد الشام، وجذورها ثقافية تمتد لقرون. بدأت في جبل لبنان والجوار، وتجمع الناس في خطوات واحدة تُؤدى في الأفراح والمناسبات. هي أكثر من رقصة؛ وسيلة تربط الأجيال، تعبّر عن الفرح والانتماء، وتُظهر صمود اللبنانيين وحفاظ الفن الشعبي على الهوية.

نشأت الدبكة في قرى لبنان وسوريا وفلسطين، حيث استخدم السكان خطواتها لدبق الطين على الأسطح، ثم تحول العمل الجماعي إلى رقصة ترمز للترابط والقوة. تغيّرت أنماطها مع السنين، وأصبحت تعبّر عن الانتماء المحلي، مع اختلاف الحركات والإيقاعات من منطقة لأخرى، فبانت ثراء التراث اللبناني.

ADVERTISEMENT

تختلف الدبكة باختلاف المناطق. دبكة بعلبك تتميز بإيقاع قوي يُظهر الشجاعة، ودبكة الساحل تسير بسرعة وانسياب. دبكة "الدلعونا" محبوبة وتُرقص على موسيقى شعبية تحمل مشاعر الحب والجمال. خطوات الرجال تُبرز القوة، بينما خطوات النساء تتميز بالرشاقة والأناقة.

الدبكة رمز للروح الجماعية؛ تجمع الناس في صف موحد بالإيقاع والخطوة. هي لحظة تعاون وانسجام تُظهر تماسك المجتمع، وتربط الأجيال حين يعلّم الكبار الصغار. رغم الحداثة، تبقى وسيلة تواصل جماعي واحتفال بالتراث الحي.

الدبكة تعزز الهوية الثقافية اللبنانية؛ مرآة تعكس التراث والقيم والعادات. يُفتخر بها في المحافل الدولية، ويُقدم اللبنانيون من خلالها صورة متجددة لتراثهم، مؤكدين تمسكهم بالجذور أمام العولمة. استمرارها يعكس تقدير اللبنانيين لتاريخهم، ورسالة حية عن الانتماء والفرح والتضامن، وإحياؤها مسؤولية تربط الأجيال وتُظهر جمال التنوع اللبناني.

toTop