قمة إيفرست، المعروفة محليًا باسم ساغارماثا أو تشومولانغما، هي أعلى قمة على وجه الأرض فوق مستوى سطح البحر، وتقع في سلسلة جبال ماهالانغور هيمال الفرعية في جبال الهيمالايا. تمر الحدود بين الصين ونيبال عبر قمتها. تم تحديد ارتفاعه (ارتفاع الثلج) البالغ 8,848.86 مترًا مؤخرًا في عام 2020، من قِبل السلطات الصينية والنيبالية. يجذب جبل إيفرست العديد من المتسلقين، بما في ذلك متسلقي الجبال ذوي الخبرة العالية. هناك طريقان رئيسان للتسلق، أحدهما يقترب من القمة من الجنوب الشرقي في نيبال (المعروف باسم "الطريق القياسي")، والآخر من الشمال في التيبت. تبيّن هذه المقالة تحديات تسلق قمة إيفرست، وأساليب تسلقها.
إن الوصول إلى جبل إيفرست أمر صعب، كما أن تسلقه أصعب، حتى مع التقدم الكبير الذي تم إحرازه في المعدات، والنقل، والاتصالات، والتنبؤ بالطقس منذ أولى البعثات الكبرى في عشرينيات القرن العشرين. فالجبل نفسه يقع في مكان معزول للغاية. ولا توجد طرق في المنطقة على الجانب النيبالي، وقبل ستينيات القرن العشرين كان لابد من نقل جميع السلع والإمدادات لمسافات طويلة بواسطة البشر والحيوانات. ومنذ ذلك الحين، سهّلت المدرّجات الجوية التي بُنيت في وادي خومبو، النقل إلى محيط إيفرست بشكل كبير، على الرغم من أن المناطق الأعلى ظلت متاحة فقط عبر مسارات المشاة. وفي التيبت يوجد الآن طريق إلى المعسكر الأساسي في الجانب الشمالي.
من جهة ثانية، لا توجد سوى فترتين زمنيتين قصيرتين يكون الطقس في إيفرست فيهما ملائمًا للصعود. أفضلهما في أبريل / نيسان ومايو / أيّار، قبل موسم الرياح الموسمية مباشرة. إذ بمجرد أن تصل الرياح الموسمية، يصبح الثلج ناعمًا للغاية واحتمال حدوث انهيار جليدي كبير جدًا. والفترة الثانية هي في سبتمبر / أيلول، بعد موسم الرياح الموسمية. بالإضافة إلى التحديات التي يفرضها موقع القمة ومناخها، فإن تأثيرات الارتفاعات العالية على جسم الإنسان شديدة. وتُعرف المنطقة في جبال الهيمالايا، فوق حوالي 7600 مترًا، باسم "منطقة الموت": يكون لدى المتسلقين على مثل هذه الارتفاعات معدلات تنفس ونبض أسرع بكثير (حيث تحاول أجسامهم الحصول على المزيد من الأكسجين). بالإضافة إلى ذلك، يصبحون غير قادرين على هضم الطعام جيدًا (وكثيرًا ما يجدون تناول الطعام غير مستساغ)، وينامون بشكل سيئ، وغالبًا ما يكون تفكيرهم مشوشًا. هذه الأعراض هي مظاهر نقص الأكسجين في أنسجة الجسم، ما يجعل أي جهد صعبًا، ويمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة في بيئة خطرة. يمكن للأكسجين الإضافي الذي يتم استنشاقه من خلال قناع أن يخفف جزئيًا من آثار نقص الأكسجين، ولكنه قد يشكل مشكلة إضافية إذا اعتاد المتسلق على الأكسجين ثم نفد أثناء وجوده على ارتفاعات عالية.
يمكن أن تؤثر حالتان طبيتان أخريان على المتسلقين في المرتفعات العالية. الأولى هي الوذمة الدماغية، وتحدث عندما يستجيب الجسم لنقص الأكسجين عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الدماغ؛ فيبدأ الدماغ بالتورم، وقد تحدث غيبوبة ووفاة. والثانية هي الوذمة الرئوية، وفيها يقوم الجسم بتوزيع المزيد من الدم إلى الرئتين؛ ويبدأ هذا الدم في التسرب إلى الحويصلات الهوائية، ويحدث الموت بشكل أساسي بسبب الغرق. والعلاج الأكثر فعالية لكلا الحالتين هو نقل الشخص المصاب إلى ارتفاع أقل. حتى شهر مايو / أيّار 2024، توفي 340 شخصًا على جبل إيفرست. ولا يزال هناك أكثر من 200 جثة على الجبل، لم تُزل بسبب الظروف الخطيرة، ولأن الوصول إليها غير ممكن.
إذا كنت لا تزال تريد تسلق إيفرست بعد كلّ هذا، وبالرغم من التكاليف الباهظة للحصول على رخصة التسلق، وشراء التجهيزات، فهناك مساران رئيسان، كما أسلفنا. المسار الجنوبي عبر شلال خومبو الجليدي، وهو المسار الأكثر شيوعًا الذي يسلكه المتسلقون الذين يحاولون الوصول إلى قمة إيفرست. وهو المسار الذي استخدمته البعثة البريطانية عام 1953، عندما أصبح النيوزيلندي إدموند هيلاري والمساعد تينزينج نورجاي أول رجلين معروفين يصلان إلى قمة إيفرست. المسار الثاني هو المسار الشمالي، ومن المقبول الآن عمومًا أن أول صعود ناجح عبر هذا المسار أنجزته بعثة صينية في عام 1960، حيث وصل وانغ فوتشو، وتشو ينهوا، وليو ليانمان، إلى القمة.
يسمّى الأسلوب التقليدي لتسلق جبل إيفرست بتسلق "الحصار". في هذا الأسلوب، يقوم فريق كبير من المتسلقين بإنشاء سلسلة من معسكرات الخيام على ارتفاعات أعلى فأعلى على الجبل. على سبيل المثال، على الطريق الجنوبي، يُنشأ المعسكر الأساسي على نهر خومبو الجليدي على ارتفاع حوالي 5400 مترًا. يصعد المتسلقون إلى ارتفاعات أعلى فأعلى لإنشاء معسكرات على طول الطريق، ثم ينزلون لقضاء الليل في المعسكر السفلي. تسمح هذه الممارسة للمتسلقين بالتأقلم مع الارتفاعات العالية. وأخيرًا، يتم إنشاء معسكر أخير على مقربة كافية من القمة للسماح لمجموعة صغيرة (تسمى فريق "الهجوم") بالوصول إلى القمة.
في سبعينيات القرن العشرين، بدأ متسلقو الجبال المتمرسون، الذين أصابهم الإحباط من طبيعة تسلق هذه الجبال الشاقة والمملّة، بإدخال أسلوب "جبال الألب" التقليدي في تسلق أعلى قمم العالم؛ وبحلول الثمانينيات، شمل هذا الأسلوب حتى قمة إيفرست. وفي هذا الأسلوب، يصعد فريق صغير ربما يتألف من ثلاثة أو أربعة متسلقين الجبل وينزلونه بأسرع ما يمكن، حاملين كل المعدات والمؤن اللازمة. ويحول هذا الأسلوب الخفيف الوزن دون تثبيت كيلومترات من حبال الأمان وحمل الأكسجين الإضافي الثقيل. والسرعة هنا هي جوهر الأمر. ومع ذلك، لا يزال يتعين قضاء أربعة أسابيع على الأقل في المعسكر الأساسي وحوله للتأقلم مع الارتفاع قبل أن يتمكن الفريق من التفكير في محاولة الصعود إلى القمة.
مغامرة في جبال الهيمالايا: استكشاف مناظر التبت الطبيعية
ياسر السايح
وصفتين طبيعيتين للتخلص من اسوداد منطقة الكوع والركبة
نهى موسى
5 اقتراحات لعشاء خفيف
نهى موسى
المناظر الطبيعية الكارستية في قويتشو: أعجوبة طبيعية تستحق المشاهدة
تسنيم علياء
لى جمال تايوان: من متنزه تاروكو الوطني إلى بحيرة الشمس والقمر
ياسر السايح
سغيد: جولة في مدينة الشمس والثقافة في المجر
ياسر السايح
بلوميريا: الزهرة التي تغير الحياة إلى الجانب الأفضل
لينا عشماوي
ريش فلامنغو الوردي: فن الطبيعة المعروض
عائشة
حوت العنبر الغامض أوديسي: عبر العالم للبحث عن الطعام
حكيم مروى
وردة الصحراء" بجزيرة سقطرى باليمن .. من أندر النباتات في العالم
إسلام المنشاوي
التكنولوجيا وأسلوب الحياة: أدوات تكنولوجية تسهل حياتك اليومية
ياسر السايح
رحلة شهية في تاريخ المطبخ اللبناني
نوران الصادق
لماذا تجد كرة القدم الحديثة صعوبةً في إنتاج مهاجمين من الطراز العالمي
شيماء محمود
سيرة الثعابين والأفاعي في التاريخ العربي
إسلام المنشاوي
ما هو الفرق بين اليوغا وتشيغونغ؟
شيماء محمود
التواصل الفعّال: مفتاح السعادة الزوجية
ياسر السايح
رأس مدركة: مغامرة فريدة على الساحل العُماني
ياسر السايح
السنة الإسلاميّة الجديدة – ما هو محرّم؟ وما هي أهميته؟
شيماء محمود
أشهر 5 قوانين مُسْماة (منسوبة إلى اسم عَلَم) في العالَم
عائشة
أبو ظبي: 10 أماكن سياحية لا تفوتها في عاصمة الإمارات
عائشة
وراء المظهر الأنيق : حقائق مدهشة عن الزرافات
حكيم مروى
جاكوار أم ليوبارد؟ اكتشف الفرق بين هذه القطط المرقطة
محمد
اكتشاف ادنبره: رحلة عبر عاصمة اسكتلندا الساحرة
محمد
ما أسباب رائحة الفم الكريهة؟ وماذا عليّ أن أفعل؟
ياسمين
عدم : وصفات صحية ومنزلية الصنع آيس كريم التوت يجب تجربتها
حكيم مروى
قرى الجبال الأمازيغية بتونس: بين الطبيعة الخلابة والتراث الحي
ياسر السايح
الكشف عن كنوز لا تقدر بثمن: 8 اكتشافات أثرية تساوي الملايين (والمليارات)
ياسمين
ستوكهولم سيتي هول: ملاذ لاحتفالات جائزة نوبل
ياسمين
من الموضة إلى التاريخ: القصة الرائعة وراء تخلي الرجال عن الكعب العالي
عائشة
الرجل الأقل حظًا في العالم: نجا من قنبلتين ذرّيّتَين
تسنيم علياء