الأهلي والزمالك: منافسة شرسة في كرة القدم المصرية

مباراة القاهرة بين الأهلي والزمالك واحدة من أقوى المنافسات في العالم. لا تقتصر على كرة القدم، بل تعكس أوضاعًا اجتماعية وثقافية وسياسية في مصر. يرجع تاريخ الناديين في الدوري المصري الممتاز إلى سنوات بعيدة، ويشكلان الدعامة الأساسية لكرة القدم في مصر وأفريقيا.

تأسس الأهلي سنة 1907 رمزًا للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. تأسس الزمالك سنة 1911 على يد المحامي البلجيكي جورج ميرزباخ، واتسم باختلاف ثقافات أعضائه. أول لقاء بين الفريقين كان سنة 1917، وتتابعت المباريات منذ ذلك التاريخ في أجواء تنافسية حادة.

فاز الأهلي بـ42 لقبًا في الدوري المحلي، وفاز الزمالك بـ14 لقبًا. من أبرز المواجهات نهائي دوري أبطال أفريقيا 2020 الذي فاز فيه الأهلي 2-1 وسجل إنجازًا تاريخيًا في البطولة القارية. سنة 2024 أنهى الزمالك سيطرة الأهلي واحرز لقبه الأول في الدوري منذ أربع سنوات، بينما فاز الأهلي بكأس مصر 2-0 في مباراة أُقيمت في السعودية، مما أضفى طابعًا إقليميًا على المنافسة.

جماهير الأهلي والزمالك تتميز بشغف شديد وعاطفة عالية. يُلقب الأهلي بـ«نادي القرن»، ويُفاخر أنصاره بأنه «أكثر من مجرد نادٍ». يُعرف جمهور الزمالك بـ«الفرسان البيض» ويتميز بحماسه وولائه. في بعض الحالات، أدى التنافس الشديد إلى أحداث غير مرغوبة، فأُقيمت مباريات بدون جمهور لأسباب أمنية أو صحية.

نقل نهائي كأس مصر إلى السعودية أثار ردود فعل واسعة بين الجماهير. سافر عدد كبير من المشجعين لمساندة فرقهم، مما يؤكد أن ديربي القاهرة أكثر من مباراة. هو حدث اجتماعي ورياضي يعكس نبض المجتمع المصري ويُظهر حب المصريين لكرة القدم وتقديرهم لقيم الانتماء والتنافس النظيف.

ديربي الأهلي والزمالك يحمل تاريخًا طويلًا من اللحظات المميزة داخل الملعب وخارجه، ويظل هذا التنافس ركيزة في هوية كرة القدم المصرية والأفريقية، يعكس شغب الجماهير وروح الرياضة الحقيقية.