لماذا الأطفال سريعو التعلم؟

يتعلم الأطفال بسرعة لأن أدمغتهم مرنة جداً في السنوات الأولى. الدماغ يكبر ويتغير باستمرار كلما واجه الطفل موقفاً جديداً، فينشئ خلايا عصبية وصلات بينها بسهولة.

أحد أشكال النمو العصبي يُسمّى "التقليم التشابكي": الدماغ يُنتج وصلات أكثر من اللازم، ثم يحتفظ بالوصلات التي يستخدمها الطفل ويُزيل الباقي، فيصبح العمل أسرع. بفضل هذه العملية يتقن الطفل اللغة والمهارات أسرع من البالغ.

اللعب ليس ترفيهاً، بل هو الطريقة التي يكتشف بها الطفل العالم من حوله. أثناء اللعب يفهم المفاهيم، يتمرن على التفكير والكلام والتعامل مع الآخرين. حين يلعب لعبة التخيّل يستخدم خياله، يحل مشكلة بسيطة، يتفاعل مع رفاقه، فينمو ذهنياً واجتماعياً.

التقليد وسيلة التعلم الأولى. الرضيع يُقلّد الابتسامة في أول أيامه، ثم يُقلّد الكلام وطريقة استخدام الملعقة أو الهاتف بمجرد أن يرى الكبار يفعلون ذلك. تكرار المشهد وتقليده يُدرب الذاكرة والانتباه ويُعلّم الطفل كيف يواجه موقفاً غير مألوف.

الحديث مع الآخرين يُعلّم الطفل كيف يعبّر عن نفسه، يفهم مشاعر الناس، يتعاون معهم. حين يلعب مع رفاقه ويُصغي لهم، يتعلم. التصفيق أو التوضيح البسيط عندما يُخطئ يُعزّز ثقته بنفسه. المحادثة اليومية، اللعب المشترك، والتشجيع البسيط يخلق بيئة تعليمية تُساعد الطفل على النمو.