الصداقة في عصر السوشيال ميديا: التحديات والفرص

ADVERTISEMENT

في زمن انتشرت فيه وسائل التواصل، تبدّل شكل العلاقات الاجتماعية، وعلى رأسها الصداقة. سمحت المواقع والتطبيقات بعلاقات تتجاوز المسافات والفروق في الوقت، لكنها أدخلت صعوبات جديدة تتطلب انتباهاً دائماً.

قبل الإنترنت، كانت الصداقة تبدأ من لقاء وجاهي أو رسالة مكتوبة بخط اليد، حيث كان التواجد المشترك عنصراً أساسياً في بناء الروابط. كانت الرسائل الورقية تنقل المشاعر وتعكس عمق العلاقة، لكنها كانت مقيدة بالمسافة وزمن الوصول.

مع ظهور وسائل التواصل، أصبح التحدث لحظياً وسهلاً، فتبادل الصور والفيديوهات جعل الأصدقاء يشعرون أنهم داخل يوميات بعضهم رغم البعد. كما ساعدت على تكوين صداقات تتخطى الثقافات والخلفيات، مما زاد التفاهم بين الناس.

ADVERTISEMENT

إلى جانب الفرص، برزت مشكلات بارزة في علاقات الشبكات الاجتماعية. حماية الخصوصية أصبحت حاجة ملحّة، لأن الإفراط في نشر التفاصيل يعرض الشخص لأخطار متعددة. كذلك، المقارنات المستمرة تولّد ضغطاً نفسياً وتؤثر على متانة الصداقة.

الحديث عبر الشاشة يفتقر أحياناً إلى الحرارة التي يمنحها اللقاء الحقيقي، فيؤدي إلى سوء فهم أو بُعد عاطفي. رغم ذلك، تبقى وسائل التواصل أداة نافعة لتعزيز العلاقات، خصوصاً حين تقدم الدعم، تسمح بالتعبير عن الذات، وتفتح باب صداقات جديدة تتجاوز الحدود.

عند مقارنة الصداقات التي تبدأ في الواقع بتلك التي تبدأ على الشاشة، نجد أن الأولى تعتمد على الحضور الجسدي والتجارب المشتركة المباشرة، بينما تتميز الثانية بالمرونة وسرعة الوصول. وبفضل تنوع الثقافات على الإنترنت، تولد صداقات تغني المعرفة وتعزز التسامح.

ADVERTISEMENT

في النهاية، تبقى الصداقة قيمة إنسانية فوق التقنية، ووسائل التواصل ليست بديلاً بل أداة تدعم الروابط إن استُخدمت بانتباه. من المفيد أن نُعزز الصداقات الحقيقية سواء نشأت في الواقع أو في الفضاء الرقمي.

toTop