صحراء الربع الخالي .. كنوز وأسرار وأساطير

ADVERTISEMENT

صحراء الربع الخالي هي أكبر بقعة رملية متصلة على وجه الأرض، تبلغ مساحتها نحو 600 ألف كيلومتر مربع وتغطي ربع مساحة شبه الجزيرة العربية. تقع بين أراضي السعودية وعُمان واليمن والإمارات، وتشتهر بطابعها الغامض وكنوزها المدفونة وآثارها القديمة. سُمّيت بهذا الاسم بسبب قلة الحياة فيها واتساعها الواسع، حتى يبدو لمن يدخلها أنه واقف أمام بحر من الرمال لا ينتهي.

الربع الخالي ليس خاليًا بالكامل كما يشير اسمه، بل يحتوي على بعض من أكبر حقول النفط في العالم، أبرزها حقل الغوار وشيبة، وينتجان معًا أكثر من خمسة ملايين برميل يوميًا، مما يجعل المنطقة ثروة استراتيجية كبيرة لدول الجوار، وخاصة السعودية.

ADVERTISEMENT

من أبرز ملامح الربع الخالي كثبانه الرملية الضخمة ذات اللون الأحمر، التي يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى أكثر من ارتفاع الأبراج السكنية، وتشكل مناظر طبيعية نادرة. يحكي السكان أيضًا عن أصوات غريبة تُسمى "العزيف"، لا يُعرف سببها على وجه اليقين، فبينما يربطها البعض بحركة الرياح بين الكثبان، يرى آخرون أنها من أصوات الجن.

رغم جفاف مناخها، سقطت أمطار في مناطق محدودة فتكوّنت بحيرات صغيرة، فجاءت الطيور والحيوانات البرية، وأضافت للصحراء جانبًا جماليًا لم يكن معتادًا. وتُعرف الصحراء أيضًا بأنها كانت موطنًا لقوم عاد، حيث وُجدت قلعة ذات ثمانية أضلاع، جدرانها بعرض 3 أمتار وارتفاع 9 أمتار، إلى جانب قطع فخارية وعملات معدنية وعظام حيوانات مثل فرس النهر، مما يدل على أن الأرض كانت في زمن سابق خضراء وماء.

ADVERTISEMENT

من أشهر الحكايات المتداولة بين الناس أسطورة "الجنية حمدة"، يُقال إنها تظهر ليلًا للمسافرين على الطريق بين شرورة ونجران، تصدر أصواتًا تشبه قرع الطبول أو صوت شاحنات، وتبقى من أبرز القصص الشعبية التي ما زالت تُروى في صحراء الربع الخالي حتى اليوم.

toTop