زيارة مثيرة لمحمية وادي رم في الأردن

ADVERTISEMENT

يُعرف وادي رم، أو "وادي القمر"، بمشاهده الطبيعية الخلابة التي جعلته موقعًا مفضلاً في أفلام هوليوود كموقع يشبه كوكب المريخ. يقع الوادي جنوب مدينة عمّان في الأردن، ويُعد ملاذًا هادئًا للباحثين عن السكينة في قلب الصحراء الأردنية، حيث تتلاقى الرمال الحمراء مع الجبال الصخرية وتترك الزائر في حالة تأمل وصفاء ذهني.

يمتد وادي رم على مساحة 74,200 هكتار في جنوب الأردن، ويُصنّف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، لما يحتويه من تنوع جيولوجي فريد وتشكيلات صخرية نحتتها عوامل طبيعية مثل التآكلات والأنشطة التكتونية على مدى مليون عام، فظهرت مناظر طبيعية نادرة تستحق الاستكشاف.

ADVERTISEMENT

أما من الناحية الأثرية، فقد وثّقت النقوش والرسومات الصخرية في وادي رم تاريخًا يمتد لأكثر من 12 ألف عام، تعكس تفاعل الإنسان مع البيئة وتطور أنماط الحياة من الزراعة إلى الرعي والحضارة. تتوزع النقوش في أكثر من 154 موقعًا، وتُظهر رموزًا بشرية وحيوانية وحروفًا من لغات قديمة مثل النبطية والثمودية والعربية، ما يعكس انتشار الثقافة التصويرية ومحو الأمية بين الشعوب البدوية في المنطقة.

تُشتهر محمية وادي رم بتنوع تضاريسها، من الجبال الشاهقة إلى الأخاديد والتجويفات الكهفية، وتنوع ألوان الصخور وأشكالها في الوديان الصغيرة والكبيرة. يساهم التنوع الطبيعي في ترسيخ مكانة وادي رم كأحد أبرز المعالم السياحية في الأردن والعالم العربي، ما يعزّز السياحة البيئية والفكرية فيه.

ADVERTISEMENT

ورغم تأثر بعض النقوش بالعوامل الطبيعية والكتابات الحديثة، إلا أن العديد منها لا يزال في وضعه الأصلي ويُعد مصدرًا غنيًا للباحثين والمؤرخين. تأسست "رابطة حماية وادي رم" عام 1997 لضمان الحفاظ على الموروث الطبيعي والأثري للوادي، وتمكين الإدارة المحلية من الإشراف على المحمية تحت إشراف منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، في إطار جهود مستمرة لحماية البيئة والمواقع التاريخية.

toTop