روعة الطبيعة وتحدي الظروف في واحة تاغيت بغرب الجزائر

ADVERTISEMENT

تقع واحة تاغيت في أقصى الغرب الجزائري، على بعد خطوات من الحدود المغربية. تُعد من أجمل بقاع السياحة الصحراوية في الجزائر، لكن أغلب الزوار الأجانب لا يعرفونها. تلتقي هناك الصحراء الصخرية بكثبان العرق الغربي الكبير، وتحيط بها تلال رملية يبلغ ارتفاع بعضها 180 مترًا. يشتهر المكان برياضة التزلج على الرمال، وركوب الجمال، والقيادة بين الكثبان، فتجذب هواة المغامرات.

إلى جانب جمال الطبيعة، تحتضن تاغيت آثارًا قديمة مثل بقايا مدينة "كسار" المحصّنة التي بُنيت في القرن التاسع، ونقوش حجرية ترجع للعصر الحجري الحديث. يُرجّح أن بعض الرسوم عمرها يتجاوز عشرين ألف سنة، وهي منتشرة في منطقة الزاوية الطهطانية جنوب تاغيت. ترسم الحجارة حيوانات: فيل، نعامة، غزال، لكن مواقعها متفرقة ولا توجد لوحات إرشاد، فلا تُرى بسهولة دون مرشد محلي.

ADVERTISEMENT

تشمل الجولة زيارة كهوف تقع في التلال المحيطة، كانت تُستخدم للسكن أو للصيد. أشهرها كهف يأخذ شكل فأر ضخم، يخطف الأنظار بصخوره المجوفة، رغم أن مستعمرات الخفافيش تملأه اليوم.

تبرز معالم تاغيت أيضًا قصر "كسار"، وهو حي قديم مسور شكّل ذات يوم مركزًا حضريًا نشطًا. تتقاطع فيه أزقة ضيقة مبنية من الطوب اللبن، وتفتح أبوابها الخشبية المنقوشة على متاجر صغيرة ومنازل ضيافة، رغم أن أغلبها خالٍ من السكان. شرعت الدولة الجزائرية في ترميم الحي لإعادة الحياة إلى تراثه وإدراجه ضمن خريطة السياحة الوطنية.

لا بد من الانتباه إلى أن الطقس في تاغيت تحدٍ قائم بذاته؛ تُعد من أحرى بقاع الصحراء الكبرى، لذا يجب التجهيز للحرارة قبل السفر.

toTop