تحمل الحضارة المصرية القديمة أسرارًا كثيرة، أبرزها شخصية الإله "تحوت"، الذي اعتبره المصريون القدماء إله الحكمة والكتابة والسحر والفلك. صُوّر برأس طائر أبو منجل، وارتبط اسمه بأماكن وديانات عبر العصور، فسُمّي في اليونانية "هرمس"، وفي الثقافة الغربية يُعرف باسم "تحوت الأطلنطي".
ذُكرت أصوله في الأساطير، فقيل إنه وُلد من جمجمة "ست" أو من قلب "رع". احتل تحوت مكانة مقدسة، إذ كان أحد أعضاء ثامون الأشمونيين، وارتبط دوره بالموازنة بين الخير والشر، ولعب أدوارًا مهمة في الحروب الأسطورية، أبرزها دعمه لـ"حورس" في صراعه مع "ست"، ومعالجة إصابته وفقدان عينه.
قراءة مقترحة
في محكمة الموتى، كان تحوت يسجل نتيجة ميزان القلب مستخدمًا قلمًا ولوحًا، لتحديد مصير الروح، مما يعكس ارتباطه بالحق والعدل. يظهر دور "تحوت" في التقويم المصري القديم، حيث سُمّي أول شهور العام بـ"توت"، في دلالة على علاقته بالزمن والفلك.
في العصر الهيليني، ظهر ارتباط بين تحوت و"هرمس" الإغريقي من خلال "متون هرمس" أو "ألواح الزمرد"، المنسوبة إلى "هرمس الهرامسة". ووفق بعض الأساطير، وُجدت هذه الألواح في مصر تحت تمثال لرمز هرمسي، ويُعتقد أنها أصل علم الخيمياء، حيث تُعد رمزًا لأسرار الكون والحكمة الخفية، وأثرت على مفكرين مثل جابر بن حيان ويحيى بن البطريق.
ألهمت ألواح الزمرد طوائف ومعتقدات باطنية، مثل كتاب "ألواح تحوت الأطلنطي الزمردية"، الذي يوصف بأن فيه أسرار الأهرامات والخيمياء. من المزاعم المثيرة، أن تحوت نفسه بنى الهرم الأكبر باستخدام قوى كونية. بغياب تلك الألواح الأصلية، تظل الأساطير محل جدل بين الخيال والحقيقة، والعلم والتصوف.
رغم الغموض الذي يكتنف متون هرمس والخيمياء المصرية، تبقى شخصية تحوت، ذلك الإله المبدع، مركزًا للأساطير والحكايات التي لا تزال تشغل أذهان محبي التاريخ وعلم المصريات حتى يومنا هذا.
متى سيكون "موكب الكواكب" القادم؟ ماضي وحاضر ومستقبل اصطفافات الكواكب
دليل النجاح - طرق عملية للتدريب على الحفظ والفهم السريع
عالم رائع تحت السطح: تجربة الحاجز المرجاني العظيم
ارتباط الزواج بالصحة والعافية المثلى لدى الرجال مع تقدمهم في السن
استكشاف مصادر الطاقة: التقليدية مقابل المتجددة
الذكاء التوليدي: فوائده و كيف يمكن توظيفه في عدة تطبيقات
تعبتم من التفكير في الأنظمة الغذائية؟ 3 أنواع من الأنظمة الغذائية، فوائدها وعيوبها لأجسامكم
خمس طرق بسيطة لمعرفة عمرك البيولوجي على الفور
العمادية: مدينة الغيوم بيت الجغرافيا والأساطير
صحار: مهد البحّار الأسطوري ومركز الجمال الساحلي في عُمان










