هل يمكن للحفاظ على الدماغ أن يجعل الحياة أبدية؟

ADVERTISEMENT

يؤمن بعض العلماء بإمكانية تجميد الأدمغة البشرية بهدف الحفاظ على الحياة وإعادة بعثها لاحقًا، مما يعزز الأمل في إطالة عمر الإنسان. يعود هذا المفهوم إلى بدايات القرن العشرين، عندما طبّق طبيب في نيوجيرسي نظام تقشف غذائي للأطفال المصابين بالسكري لنقص العلاج في تلك الفترة، ما ساعد إليزابيث جوسيت المصابة بالسكري من النوع الأول على البقاء على قيد الحياة حتى تطوير الأنسولين في عام 1921، الذي مثّل نقطة تحول في مستقبلها الصحي.

منذ ذلك الوقت، بدأ الناس يتساءلون عن معنى الحياة والموت. في السابق، كان توقف التنفس وعدم وجود نبض يُعد مؤشرًا على الوفاة، لكن التكنولوجيا طورّت أجهزة مثل التهوية الصناعية لدعم وظائف الجسم. ونتيجة لذلك، أصبح الموت يُعرّف بانقطاع وظائف الدماغ بشكل دائم. اليوم، تُظهر دراسات أن خلايا دماغية معينة تبقى نشطة بعد إعلان الوفاة، مما يفتح بابًا جديدًا للنقاش حول ما يستطيع الطب والتقنيات تحقيقه.

ADVERTISEMENT

يركّز البحث الحالي على الحفاظ على الهوية الإنسانية المتعلقة بمناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والشخصية داخل القشرة الدماغية. تبحث تجارب حديثة عن تبريد الجسم حتى 20 درجة مئوية لتوقيف عمل القلب والدماغ مؤقتًا، مع إمكانية إعادة الإنعاش لاحقًا. أُجريت هذه العملية على عدد من المرضى الذين استعادوا وعيهم بعد إعادة التدفئة.

انطلقت محاولات تجميد الإنسان في ستينيات القرن الماضي، وكان جيمس بيدفورد أول من خضع للتبريد العميق. لكن الأساليب القديمة ألحقت تلفًا شديدًا بالأنسجة. يقترح اليوم علماء مثل زيليزنيكوف تجميد الدماغ باستخدام تثبيت كيميائي بالألدهيد للحفاظ على البنية العصبية. يمهد هذا الأسلوب الطريق للاحتفاظ بـ"الهوية" البشرية لمدة غير محددة.

ADVERTISEMENT

رغم أن إعادة الإحياء الكاملة لم تتحقق حتى الآن، يشير العلماء إلى احتمالات مستقبلية عبر الطب النانوي أو نقل الدماغ إلى بيئة رقمية. تبدو فكرة "التجميد المؤقت" خطوة نحو مستقبل يتجاوز فيه الإنسان الموت البيولوجي، مما يطرح تساؤلات جديدة حول معنى الحياة والوعي والوجود الإنساني.

toTop