المعلقات، أقدم القصائد العربية: التاريخ والقيمة والإرث

ADVERTISEMENT

المعلقات سبع قصائد طويلة تُعد من أجود ما قاله الشعر العربي في الجاهلية، تعكس حياة البدو، وتُظهر قيم العرب وطريقة تفكيرهم في تلك الفترة.

يُنسب جمع القصائد إلى حماد الراوية في القرن الثامن الهجري، الذي سعى إلى حفظها لأن قليلين كانوا يحفظونها. ومع شيوع قصة تعليقها على الكعبة مكتوبة بماء الذهب، تشكك دراسات حديثة في حدوث ذلك، وتُرجّح أن التسمية جاءت مجازًا للإشارة إلى مكانتها الأدبية.

أبرز شعراء المعلقات: امرؤ القيس، طرفة، زهير بن أبي سلمى، لبيد، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، والحارث بن حلزة. تُضاف أحيانًا قصائد للنابغة الذبياني، الأعشى، وعبيد بن الأبرص. عاش هؤلاء الشعراء في فترة تمتد نحو قرن، ويُعد امرؤ القيس الأشهر بينهم، وهو أول من شكّل القصيدة العربية على النمط المتعارف عليه.

ADVERTISEMENT

تُظهر المعلقات أشكالًا متعددة من الشعر القديم، تتناول الوصف، الفخر، الغزل، والحكمة. معلقة طرفة تصف الجمل بتفصيل دقيق، بينما عبّرت معلقتا عمرو والحارث عن مفاخر القبيلة. قدّمت معلقة زهير حِكمًا رزينة، وجاءت معلقة عنترة بأسلوب حربي، في مقابل هدوء لبيد.

تبدأ كل معلقة بغزل (النسيب)، ثم تنتقل إلى وصف الجمل أو البيئة الصحراوية، وتتضمن مديح الفروسية والشجاعة. تحمل هذه التراكيب التعبيرية منظومة قيم أخلاقية تعكس روح المجتمع البدوي. وتُعد الصور البلاغية والعاطفية، كوصف العاصفة في معلقة امرئ القيس، من أبرز معالم الإبداع الأدبي القديم.

toTop