هل ستجعل الروبوتات البشر غير صالحين في الفضاء؟

ADVERTISEMENT

في إنجاز لم يسبقه مثيل، اقترب مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا من الشمس مسافة أقصر من أي جسم صنعه الإنسان من قبل، وأتم مهمته دون تدخل مباشر من بشر. أثار هذا الحديث نقاشًا واسعًا حول مستقبل استكشاف الفضاء ودور الإنسان فيه، خاصة مع تزايد اعتماد الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

يؤكد عدد من العلماء كفاءة المركبات الفضائية التي تعمل بشكل ذاتي، ويرون أن الحاجة لإرسال بشر إلى الفضاء تتراجع تدريجيًا. عالم الفلك البريطاني مارتن ريس يرى أن الروبوتات تتطور بسرعة، ويشترط أن تموّل رحلات البشر القطاع الخاص إذا لم تكن ضرورية. الفيزيائي أندرو كوتس من كلية لندن يوافق على هذا الرأي، ويشير إلى أن الروبوتات تصل إلى أماكن أبعد، وتكلفتها أقل، وتنجز المهام بكفاءة.

ADVERTISEMENT

رغم أن الروبوتات استكشفت النظام الشمسي بالكامل، فإن البشر زاروا فقط مدار الأرض والقمر، وبلغ عددهم نحو 700 شخص منذ أول رحلة فضائية عام 1961. يؤدي رواد الفضاء دورًا أساسيًا في إجراء الأبحاث، خاصة في محطة الفضاء الدولية. تبرع الروبوتات في الوصول إلى مواقع لا يصلح وجود البشر فيها، لكن حركتها بطيئة مقارنة بالبشر، مثل المركبات الجوالة على سطح المريخ.

تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا في دعم رحلات الفضاء، لكن تشغيل نماذج لغوية كبيرة يتطلب طاقة وقدرات حوسبة غير متوفرة حاليًا في المركبات الفضائية. في المقابل، طوّرت ناسا روبوتات شبيهة بالبشر مثل "فالكيري" و"روبونوت"، لتنفيذ مهام دقيقة وصيانة في الفضاء. تستخدم هذه الروبوتات أدوات رواد الفضاء، وتتحرك بمرونة قريبة من حركة البشر.

ADVERTISEMENT

لم يغادر البشر مدار الأرض منذ آخر مهمة أبولو عام 1972، لكن ناسا تخطط لإعادتهم إلى القمر ضمن برنامج أرتميس، بتحليق عام 2026، يتبعه هبوط عام 2027. تضع سبيس إكس بقيادة إيلون ماسك خطة طموحة لإنشاء مستعمرة على المريخ عبر سفينة ستارشيب، لنقل أعداد كبيرة من البشر. تبقى هذه الأفكار رؤى مستقبلية، لكن التحديات التقنية تبقي الروبوتات في المقدمة حاليًا في استكشاف الفضاء.

toTop