التاريخ والسياحة في مدينة الصويرة بالمغرب: رحلة عبر الزمن

ADVERTISEMENT

تقع مدينة الصويرة على الساحل الأطلسي المغربي. جدرانها بيضاء، نوافذها زرقاء، أزقتها ضيقة. كانت مستوطنة فينيقية تُسمى "موغادور"، ثم أصبحت مدينة محصنة في العهد العلوي. أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.

تعاقبت على المدينة سلالات متعددة: الفينيقيون، القرطاجيون، الرومان، ثم جاء الزحف الإسلامي، فحكمها المرابطون والموحدون. في القرن الثامن عشر، أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله المهندس الفرنسي ثيودور كورنوت برسم المدينة على طراز أوروبي حديث آنذاك.

لقبت الصويرة بـ"جوهرة الأطلسي" لموقعها الاستراتيجي. جذبت تجارًا ومغامرين من ديانات وثقافات متعددة. زارها فنانون أضفوا عليها طابعًا خاصًا؛ صور أورسون ويلز مشاهد من فيلم "عطيل" بين جدرانها، وظهر اسم جيمي هندريكس فيها خلال ستينيات القرن الماضي.

ADVERTISEMENT

كان اليهود السفارديون جزءًا من الحياة الاقتصادية والثقافية. صاروا من أهل الحِرف والأسواق. أصبحت المدينة وجهة سياحية بارزة في المغرب يقصدها الزائرون لمعالمها القديمة، شواطئها، أسواقها التي تبيع الحرف والأكلات التقليدية مثل السمك المشوي وchermoula.

تتيح المدينة للزائرين ممارسة رياضة ركوب الأمواج، حضور الموسيقى الغناوية، والمشاركة في مهرجانات سنوية: مهرجان غناوة وموسم الثقافة الأمازيغية. يعمل القائمون على السياحة على تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الطابع الثقافي والبيئي، فتبدو الصويرة نموذجًا للاستدامة، وجمعت بين ماضٍ عميق وحاضر حي.

toTop