بورسلين مايسن المذهل: الأول في أوروبا والأشهر عالمياً

ADVERTISEMENT

ظهر البورسلين في الصين في زمن أسرتي تانغ وسونغ، وبلغ ذروته في عهد مينغ، حين أصبحت جينغدتشن المركز العالمي لصناعته. اعتمدت الصين على الكاولين والبيتونتسي، فخرجت مادة صلبة شفافة صدّرتها قوافل طريق الحرير والسفن البحرية إلى الشرق الأوسط وآسيا ثم إلى أوروبا، فكان البورسلين من أوائل السلع التي تداولها العالم أجمع.

في القرن السادس عشر، تحوّل البورسلين في أوروبا إلى دليل على الثروة والذوق الرفيع، وتصدّرت شركة الهند الشرقية الهولندية عمليات الاستيراد. في الوقت نفسه، نشأت في بلاد فارس وكوريا واليابان مدارس فنية خاصة بالصناعة. عام 1708، نجح بوتغر وتشيرنهاوس في تصنيع أول بورسلين صلب بأيدٍ أوروبية في ساكسونيا، فانتهى اعتماد القارة على الشحنات الآسيوية.

ADVERTISEMENT

أُسّس مصنع مايسن سنة 1710، فكان أول موقع أوروبي ينتج البورسلين، وحرس سرّ تركيبته بإحكام. بدأ بتقليد النقوش الآسيوية، ثم ابتكر طرازاً أوروبياً خاصاً يتميز بألوان مينا ثرية وزخارف دقيقة. اشتهر بعلامة السيوف المتقاطعة، ونما برعاية ملكية، فتحوّل إلى قطب للفنون الخزفية وأداة للتواصل الثقافي بين البلاطات.

تفرّعت مصانع أوروبية مثل فيينا، سيفر، ووستر، وهيريند. بحلول القرن التاسع عشر، عدّت أوروبا أكثر من مئة منشأة. رغم الحروب والتغييرات السياسية، احتفظت مايسن بمكانتها كرمز للجودة. والآن، تُطلق أعداداً محدودة تجمع الحرف اليدوية بالتقنيات الحديثة، وتعرضها في متحف يُعد من الأضخم عالمياً.

ADVERTISEMENT

تتجاوز قيمة سوق أدوات المائدة الخزفية 44 مليار دولار. تتصدر الصين الكمّ، بينما تسيطر أوروبا على الفئة الفاخرة بفضل علامات مثل مايسن. يواجه القطاع ضغوطاً بيئية وتقنية واقتصادية، ترد عليها مايسن عبر شراكات جديدة، ابتكارات في الإنتاج، والتمسك بإرثها الثقافي الطويل.

toTop